نشرت صحيفة “المصري اليوم” أحد أبرز الصحف المصرية، مقالا أثار جدلا كبيرا للكاتب المصري الشهير جمال الجمل تحت عنوان “على بلاطة.. عن خطة الإطاحة بالسيسي”، حيث سرد الكاتب بعض المعلومات التي وصلت إليه تفيد باقتراب حدوث ثورة شعبية جديدة للإطاحة بالنظام، ملمحا إلى صراعات شديدة بين مراكز القوى داخل مؤسسات الدولة.
وقال “الجمل” في بداية مقاله المنشور اليوم “هذا المقال خطير، ومثير للقلق على مستقبل مصر والمصريين جميعاً، وفي مقدمتهم السيسي شخصياً، لكنني لم أتردد في كتابته لأنني لم أتعود الهروب من الخطر، أو الاستسلام للقلق، صحيح أنني لم أقتنع تماما بالمعلومات الخطيرة التي تتسع دائرتها، وتتصاعد التأكيدات بشأنها، لكن الأحداث تمضي في الطريق المخيف، وكأننا ننتقل من مجهول إلى مجهول، ونعبر الرمضاء لنقع في النار.”
ليتابع مشيرا إلى المعلومات التي وصلته بالقول “منذ أسابيع وصلتني معلومات تفصيلية عن ترتيبات لتصنيع «ثورة شعبية» للإطاحة بالسيسي، أسوة بما حدث ضد مرسي في 30 يونيو، وكان واضحا أن المعلومات ترتكز على وجود انقسام في السلطة العليا بين السيسي والدائرة الأمنية القوية التي تحيط به من جهة، وبقية مؤسسات الدولة العميقة من جهة أخرى، لكنني شككت في هذه المعلومات، واعتبرتها مجرد تسريبات لإثارة البلبلة، أو نوبة من نوبات التفكير بالأمنيات، بحيث يعكس الفرد أو الجماعة أمنياتهم صعبة التحقق في سيناريوهات ذهنية يقنعون أنفسهم بها، ويصدقونها، ثم يبدأون في ترديدها، وانتظار حصولها بالفعل”.
وأضاف “كنت قد نسيت الكلام الذي وصلني، حتى فوجئت بعد أيام بالحديث نفسه يتكرر بتوسع، ويحشر محافظات الصعيد في ترتيبات الثورة العنيفة المقبلة، ويحدد أسماءً لمسؤولين سابقين يشاركون في التخطيط، وتم الاستشهاد بتصريحات مجتزأة لبعض رجال الأعمال، والشخصيات السياسية، وإعادة تفسيرها باعتبارها تلميحات بثورة لا شك فيها، ففلان يقول: «سيبوه شوية، واستنوا اللي هيحصل».. ويضيف بإشارة لها مغزى: مايو مش هيعدي إلا ومعاه أخبار جديدة، هتعدل كل الأوضاع بإذن الله.!، ويقول آخر كلمات مغلقة بلا تفسير للطرف الذي يدافع أمامه عن السيسي: ابقى قابلني بعد 30 يونيو، عشان الدنيا هتكون غير الدنيا، وساعتها نبقى نتكلم.!”كما ورد بنص مقاله.
واستطرد “اكتملت أمامي الخلطة السحرية: غضب شعبي، وأموال، وسلاح، وأجنحة في السلطة، وأحاديث مرسلة عن إطاحة لنظام قوي يرتكز على مؤسسات أمنية راسخة..! لكن شيئاً ما يظل ناقصا في هذه السيناريوهات المتداولة: من يجرؤ على هذا؟.. وما هي الأجنحة التي يمكنها المشاركة في إطاحة رئيس من نسيج النظام المهيمن؟ وهل يمكن أن تتورط أجهزة الدولة أو رجال أعمالها في هذا التغيير (سواء كان اسمه ثورة أو انقلاب)؟.. وهل هناك ترتيبات إقليمية أو دولية تساعد في تحقيق ذلك؟، وما حقيقة مصالح القوى الخارجية المستفيدة من هذا التغيير المحلي؟، وهل هذا التغيير هو الثمرة الطبيعية لتزايد الضغوط الدولية على نظام السيسي؟”!.
وعن دور أحمد شفيق مرشح الرئاسة السابق كتب “الجمل”: “سألت عن دور للفريق شفيق في سيناريو الإطاحة المزمع، فانقسمت الآراء، هناك من استبعده تماما، وهناك من أكد وجود دور قوي له، وهناك من وقف في المنتصف واعتبره مجرد ممثل لجناح في الدولة العميقة التي اتفقت على إطاحة الرئيس لامتصاص غضب الشارع، وبطبيعة الحال انقسمت الآراء على شخصية البديل المقترح، فهناك من تحدث عن رئيس مدني من شخصيات الجنوب، وهناك من تحدث عن استمرار أصحاب الخلفية العسكرية..!”
للإطلاع على المقال من مصدره اضغط هنا: