بقلم / صلاح شكري
قبل رحيل بوش الابن بساعات معدودة قالت كونداليزا رايس في تصريحات صحفية أن هناك شرق أوسط جديد . ومنذ أن بشرت وزيرة الخارجية الامريكية بالشرق الاوسط الجديد وبعد أن غادر جورج بوش البيت الابيض وتولي أوباما لفترة رئاستة الاولي والاحداث تتوالي بدأ من تونس ثم مصر ثم ليبيا فاليمن فسوريا التي لاتزال رحي الحرب فيها دائرة لاسقاط نظامها الذي أختلفت حوله أصابع بل أيادي القوي الخبيثة .. ولاشك أن الغرب وربيبته أسرائيل أستثمرو الاحوال المعيشية والسياسية المتردية في هذه الدول التي اطلق عليها دول الربيع العربي لتأجيج الثورات الشعبية تحت راية الخلاص من الانظمة الديكتاتورية التي جثمت علي صدر شعوبها حين من الدهر وأستغلت رغبات الشعوب في الحرية والنماء الاقتصادي وتغير واقعها الاليم أملا في التغيير الذي تطلعت الية ..
المشهد قبل الربيع العربي
********************
– أحوال أقتصادية متدنية ( تآكل الطبقة المتوسطة التي تعد صمام الامان لاي نظام حكم )
– قمع أمني لكل الحركات السياسية الناشئة ( عدم وجود هامش للحريات )
– أحزاب سياسية مهمشة لا دور لها علي أرض الواقع .
– تفشي ظاهرة البطالة وعجز الحكومات عن تقديم حلول جذرية لها .
– الفساد الذي طال مفاصل هذه الدول وتمكن منها نتيجة حكم الفرد .
– الحكم الملكي المطلق في بعض البلدان العربية ( كالبحرين والاردن والمغرب والكويت والسعودية وغيرها )
– التعديلات الدستورية التي لجأ اليها بعض الحاكام لاستمرا الحكم فيها .
– الفشل في تحقيق العدالة الاجتماعية .
ولم يكن غائبا عن هذا المشهد التخطيط لشرق أوسط جديد أو ما أطلق عليه الربيع العربي كما خطط له الغرب علي الخلفية السابقة للمشهد العربي فمد أصابعة الخبيثة في كل مواضع الالم من خلال تنظيمات شعبية ساخطة علي حكامها وجمعيات مجتمع مدني وغيرها وأستثمرها باحكام وعناية من خلال دعمه لها بصور أختلفت أشكالها وتوحدت أهدافها لخدمة مصالحة ..وأذا كان اندلاع الثورة في تونس في 17/ 12/2010 هوا الشرارة الاولي التي أعقبها أنتشار النار في الهشيم لتتساقط الانظمة بعدها في مصر ( 25 يناير الي 11 فبراير ) ثم أمتدت الي ليبيا في 17 فبراير وتزامن ذلك وأمتد الي اليمن .واخمدت بعض الدول العربية الاحتجاجات في مهدها كدول الخليج لاختلاف الاسباب النوعية .ولعبت التكنولوجيا دورا هاما كان له نصيبا في تحقيق النتائج عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتعدده فضلا عن تسريبات ويكيليكس التي دفعت الموجات الثورية الي رفع آفاق المطالب وسقفها الي حد تغيير الانظمة والاصرار علي تحقيق ذلك ..اذ أن المعلومات التي تم تسريبها أكدت للتئرين معلومات عن تبديد حكامهم للثروات خلال مدد حكمهم للبلاد بشكل أثار حفيظة الشعوب ودفع بها الي ميادين الثورة بكثافة غير مسبوقة . ولكن الغرب الذي دعم هذه الثورات بالمساندة والتدخل وبالامداد بالسلاح لم يكن يعبئا الا بما يؤول الي خزائنة من عائدات بيع السلاح والنفط بالسوق السوداء لخلق أقتتال مجتمعي وصراع علي السلطة لارهاق الشعوب واقتصاديات دول الربيع العربي وفرض واقع جغرافي جديد ( سني – شيعي – مسيحي – كردي – وغير ذلك ) يصبح سببا للتدخل بالتقسيم وارسل فضلا عن ذلك ما يسمي بتنظيم الدولة الاسلامية (داعش ) بأهداف متعدده ودعم هذا التنظيم بأسلحة نوعية متفوقه ليغير علي الارض ما يصبو الية من اهداف .وليري العالم صورة الاسلام والمسلمين علي الوجه الذ أراده الغرب من تشويه لصورة الاسلام المعادي للبشرية من زاوية أخري .. ولم يعد خافيا علي أحد أن الغرب يريد تقسيم الوطن العربي الي كنتونات عرقية صغيرة يعيد بها تقسيم المقسم وتجزيئي المجزأ علي النحو الذي يراه ويريدة أن يكون . والان وفي ظل المخطط المكشوف والواضح الذي أحاط بالوطن العربي يري الغرب أن اي تقارب عربي عربي حقيقي يعني أفشال خططة العدوانية التي رسمها لخدمة مصالحة ومصالح أسرائيل بالمنطقة .لذا فانه يسعي دوما لافشال الدور المصري الذي استوعب جيدا الفخاخ الغربية ويحاول الفكاك من براثنها .. ولعل الازمات المفتعلة التي أمتدت اليها أصابعة الخبيثة كلما حاولت مصر اقامة علاقات جديدة ذات طابع سياسي وأقتصادي وتنموي سواء مع روسيا أو أيطاليا أو السعودية خير شاهدا علي رفض الغرب ان تقوم مصر من عثرتها حتي لاتكون قادرة علي لعب دورا محوريا مناهضا لاهداف الغرب وذلك بمحالولة أضعاف مصر تارة وتهديدها تارة أخري . وليس غريبا علي الغرب وهوا يعلم أن قوة مصر قوة للعرب جميعا أن يعكر دوما تطلعات مصر للانفتاح والنهضة . فسقوط الطائرة الروسية ليس صدفة ثم من بعدها مقتل الشاب الايطالي رجيني ثم من بعدها خلق أجواء للتوتر علي خلفية التعاون والتقارب المصري السعودي وأثارة القلاقل دوما لقطع الطريق علي مصر ثم تهديدها ليس الا تدخلا خبيثا لاخضاع مصر بأعتبارها العمود الفقري للوطن العربي . وما يؤسف له أن العرب يدركون تماما ذلك لكنهم لايحركون ساكنا للخروج من فلك ما يحاك لهم من تدابير الهيمنة الغربية علي مصائر الاوطان . والادارة الامريكية الجديدة والمرتقبة لاشك انها ستكمل برنامج تقسيم الوطن العربي فهل يدرك العرب قبل فوات الاوان أن مصر هي بوابتهم وقبلتهم للبقاء والخلاص من براثن تلك الخارطة الجيدة التي حتما ستنقلب عليهم اذا ما فرطو في دعم مصر والوقوف الي جانبها يدا بيد وكتفا بكتف لتقود قاطرة الدفاع والحفاظ علي أمن الوطن وحدوده من التقسيم والذل والهوان لصالح اسرائيل ومن هم وراء أسرائيل التي باتت في مأمن من مطالب العرب بأسترداد الاراضي العربية المحتلة حيث نسو أو تناسو بفعل فاعل قضيتهم الاساسية لدي أسرائيل وتفرغو فقط لاقتتال داخلي أوشك أن يحقق ما يرنو اليه كل الاكلة الذين تداعي اغلبهم علي القسعة العربية ليغترفو منها المال والارض والعرض .