الثلاثاء , نوفمبر 19 2024
مدحت عويضة

مدحت عويضه يكتب : سعودة مصر

 ساندت المملكة العربية السعودية مصر بعد ثورة يونية المجيدة بكل ما تملك من

قوي اقتصادية وعلاقات خارجية، وكان الملك عبد الله بن عبد العزيز مناصرا للثورة

المصرية وفتح قلبه وخزائنه للإدارة المصرية ولمصر، ولا ننسي الدور المكوكي الذي

قام به وزير خارجيته سعود الفيصل الى اوروبا وأمريكا دورا كبيرا في تهدئة الأجواء

في الخارج التي كانت متأججة ضد مصر. أما المساعدات الاقتصادية فكانت دعما

هائل في وقت صعب جدا. ولكيلا ننسي أيضا نفس الدور قامت به دولة الإمارات العربية المتحدة.

مع وفاة الملك عبد الله والإعلان عن تنصيب الملك سالمان ملكا للعربية السعودية

وأثناء متابعتي لما يكتب من تقارير عن الملك الجديد بدأت أشعر بقلق كبير على

مصر. كنت أحاول ألا أصدق ما أقرأه وكنت أشكك فيه ليس عن عدم ثقة من المصادر

التي أتابعها ولكن ربما كنت أتمنى ألا تكون حقيقية. أخطر ما صرح به الملك الجديد

أنه لا يشعر بالرضي عما حدث في مصر. وهنا بدأنا نشعر بقلق إلي أن جاء أحد

مستشاريه ليعلن أن المملكة لا تعتبر الإخوان منظمة إرهابية لتظهر وتتضح الصورة

كاملة وتكشف عن توجهات سلمان وبالتالي عن السياسة السعودية في عهده.

قبل موت الملك عبد الله كانت الأمور تسير علي ما يرام فالسعودية قادت تحالف

خليجي يضم الإمارات والبحرين بفرض عزلة علي قطر، وقامت بقطع العلاقات

الدبلوماسية. ووضعت شروط قاسية لعودة تلك العلاقات ومنها كف قطر عن التدخل

في الشأن المصري ووقف دعمها للإخوان، قامت قطر بطرد قيادات الإخوان وقامت

بتغيير كبير في سياسة قناة الجزيرة القطرية. وكادت الأمور ان تستقر وجاءت وفاة

الملك عبد لله لتعيدنا لنقطة الصفر.

ثم جاء الملك سالمان لتنفجر قضيتان خطيرتان وهما قضيتي اليمن وسوريا لتشهد

القضيتين بداية للخلافات المصرية السعودية. فعلي الرغم من اشتراك القوات

الجوية المصرية في الحرب إلا أن الغير معلن من المناقشات والمداولات عن الحرب

والتي تكهنت بها بعض الصحف واجهزة الإعلام دون نفي او تأكيد رسمي لها وهي

أن السعودية طلبت تدخل بري مصري وهو الأمر الذي رفضته مصر.

أما القضية الثانية فكانت سوريا، فمصر تري أن سقوط الأسد سيؤثر علي أمنها

القومي وسيتبب في تقوية شوكة الإرهاب ف المنطقة، بينما تري السعودية أن

القضاء علي الأسد سيقطع يد إيران في المنطقة ولن يتبق لها سوي حزب الله

والحوثيين اللذان سيسهل التخلص منها بعد سقوط الأسد.

كانت هاتين القضيتين بمثابة قنبلتين في العلاقات بين البلدين فتوقفت السعودية

عن الدعم المادي مما أدي إلي انهيار العملة المصرية وازمة العملة الصعبة وتخطي

سعر الدولار لما يزيد عن عشرة جنيهات مصرية.

التدخل السعودي في شئون مصر جاء عن فرض حزب النور علينا وتشجيع السلفيين

والضغط علي مصر بعد دعوة السيسي لرجال الدين بتجديد الخطاب الديني أي خلوه

وتنظيفه من الفكر الوهابي السعودي.

اتسعت دائرة الخلاف وضغطت السعودية أكثر فتم الحكم علي إسلام البحيري

وفاطمة ناعوت وأطفال المنيا بل أن السعودية طالبت بتسليم الزند لها لمحاكمته

عقب تقديمه استقالته كوزير للعدل.

وبدأت السعودية تستغل الظروف الاقتصادية والأمنية السيئة في مصر لزحزحة مصر

من مكانها كقائدة للمنطقة لتحل هي هذا المكانة في ظل مقاومة مصرية على

استحياء. بل امتد الأمر لمحاولة سعودة مصر بنشر الفكر الوهابي وتشجيع

الوهابيين ومحاربة كل من يناهض الفكر الوهابي في مصر ليصطدم السيسي

ولأول مره بشعبه بعد الإعلان عن بيع الجزيرتين وتهتز ثقة كثير من المصريين فيه.

وهو الأمر الذي تشعر أن الرئيس بدأ يستشعر به في خطابه الأخير وتريده القسم

اكثر من مره بانه لن ولن ولن….

نحن كمصريين امامنا تحدي كبير إما الخضوع للإملاءات السعودية وأن نسير في

دربها لتساعدنا في الخروج من أزمتنا الاقتصادية ونفقد بعدها وربما للأبد هويتنا

المصرية ومكانتنا في المنطقة أو نبحث عن طريق أخر ندعم به اقتصادنا المصري

ونرفض اي ابتزاز سعودي لمصر والمصريين. البعض قد يتساءل وكيف لنا أن نجد

مصدر اخر وفي رأيي الامر بسيط فلو قضينا علي مافيا الفساد في الدولة لوفرنا

مئات المليات واصبحنا في غير حاجة للأموال السعودية ولنعلنها بصوت عالي لا

لسعودة مصر.

شاهد أيضاً

رحمة سعيد

كيف نحمي البيئة من التلوث؟

بقلم رحمة  سعيد متابعة دكتور علاء ثابت مسلم  إن البيئة هي عنصر أساسي من عناصر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.