الثلاثاء , نوفمبر 19 2024
حمدى عز نقيب السياحيين

رساله الي الوطن : نحن لاننسي التاريخ والأرض المحتله من اسرائيل حتي الأن .

كتب :- حمدي عز
ام الرشراش كانت قرية عربية مصرية على البحر الأحمر غرب مدينة العقبة احتلتها إسرائيل وأقامت عليها مدينة وميناء أسمته إيلات.
تقدر مساحتها بـ15 كليومتر مربعاً. اكتسبت أم الرشراش اسمها نسبة إلى إحدىالقبائل العربية التي سكنتها. تشير الخرائط المصرية الموجودة من فترة الاحتلال الانجليزي أن أم الرشراش تقع ضمن الأراضي المصرية.[بحاجة لمصدر]احتلتها إسرائيل في 10 مارس 1949، أي بعد ستة شهور من اتفاقية الهدنة،
لولا استيلاء الكيان الصهيوني على أم الرشراش و احتلالها في عام 1949 ،ما كان لهذا الكيان وجود فى البحر الاحمر او على البحر الاحمر او فيما بعد البحر الاحمر،ولكان مطوقا -الا من البحر الابيض -بارض عربية شمالا وجنوبا وشرقا ،ولما توفرت له فرصة النفاذ الى شرق افريقية تحالفا مع اريتريا او تغلغلا فى اثيوبيا وكينيا،ولما توفر له مكان للمرور المباشر الى الهند بما جعله دولة بحرية تمد نفوذها الى المحيط الهادى مرورا من البحر الاحمر وعبره،ولما كان لديه ميناء على البحر الاحمر يوفر له مرور نحو 40 % من صادراته ووارداته ،
لو لم تحتل أم الرشراش لما كان هناك فاصل جغرافى بين مصر والاردن والسعودية ولا بين الدول العربية الاسلامية فى افريقيا ونظيرتها فى القارة الاسيوية ،ولظل البحر الاحمر نقطة قوة عربية امنة مؤمنة داعمة للامن القومى العربى بعيدا عن الاختراق الصهيونى
ولولا استيلاء الكيان الصهيونى على ام الرشراش فى عام 1949 ، لما كان هناك ضغط صهيونى على قناة السويس بحريا ، ولما كانت خطة حرب اكتوبر 73 قد اجهدت نفسها فى سد منفذ البحر الاحمر عند مضيق باب المندب ،ولما كانت هناك امكانية سهلة لدى هذا الكيان للذهاب هناك الى اريتريا لدعمها فى احتلال جزر حنيش -عند مضايق باب المندب – ضد اليمن ولما كان له من بعد ان يسعى ويمتلك غواصات دولفين الالمانية الصنع القادرة على حمل رؤوس نووية تذهب من البحر الابيض وتعود من الاحمر ، ما سحة مناطق عربية واسلامية فى جنوب المتوسط وفى البحر الاحمر كله.
ولولا احتلال ام الرشراش لما كان هناك خطان ومجريان مائيان تعمل عليهما الاستراتيجية الصهيونية بشكل متوازى لحصار مصر والسودان ،احدهما الشريان البحرى عند باب المندب نقطة الفصل الاستراتيجى فيه ، وثانيهما شريان نهر النيل وبوابته دولة جنوب السودان التى تخطو الخطوات الكبرى لاقامتها حاليا ،وكليهما نقطة الالتقاء فيه اثيوبيا (وجزئها الذى استقل عنها بايدى صهيونية -اريتريا) حيث يجتمع الضغط من النيل (80 % من مياه النيل من الهضبة الاثيوبية ) ومن البحر الاحمر عبر اريتريا التى هى الوحيدة غير النضوية تحت الجامعة العربية (فى ظل توجهات افورقى ) بما لها وجود على البحر الاحمر .
ولولا استيلاء الكيان الصهيونى على ام الرشراش ،لما اصبح هذا الكيان من خلال سفنه وغواصاته ومن خلال القواعد فى اريتريا اقرب ما يكون من مناطق وجود النفط وضاغطا عليها.
ولولا احتلال الكيان الصهيونى لام الرشراش فى عام 1949 ،لما كانت هناك امكانية من الاصل للتفكير فى الخطة الصهيونية لوصل البحرين الاحمر والميت ، والى جوارها خط حديدى ولما كانت هناك امكانية للتفكير فى مشروع انشاء قناة فاصلة بين رفح المصرية ونظيرتها الفلسطينية وبعمق 25 مترا (بزيادة 8 امتار عن عمق قناة السويس) وبطول 4 كيلو مترات هى المسافة الفاصلة بين ام الرشراش على البحر الاحمر الى رفح على البحر الابيض ، والتى هدفها الحقيقى انهاء تفرد قناة السويس كممر مائى ،وبقدرة على تمرير الناقلات العملاقة !
الأدلة والحقائق التاريخية بالوثائق والخرائط التي تؤكد أن أم الرشراش هي قطعة مغتصبة من أرض مصر ، وتفاصيل القضايا التي أقامها الأمين العام لجبهة تحرير أم الرشراش ضد الوزراء الثلاثة .. هي محور هذا الموضوع الذي نغوص خلاله في بحر التاريخ ونتجول في صفحاته ونربط بين الماضي والحاضر في رحلة إلي أم الرشراش يصحبنا فيها نخبة من القادة العسكريين والجغرافيين والسياسيين وأساتذة التاريخ وقيادات الجبهة الشعبية لتحرير أم الرشراش المصرية المحتلة ( إيلات ) .
الدكتور صفي الدين أبو العز – رئيس الجمعية الجغرافية المصرية – الذي يقدم لنا وصفا جغرافيا وتاريخيا لأم الرشراش حيث يقول :” تقع منطقة أم الرشراش في الموقع القديم الذي يقع في الطرف الشمالي الغربي لخليج العقبة وكانت في العصر الإسلامي ملتقى الحجاج المصريين وحجاج بلاد الشام في طريقهم للأراضي المقدسة وقد انتعشت التجارة فيها كميناء رئيسي لمرور الحجاج .. وكانت تحت الحكم المصري في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي وأثناء حكم الطولونيين وازدهر العمران بها غير أنها سقطت في يد الصليبيين أثناء الحروب الصليبية حتى حررها صلاح الدين الأيوبي بعد معركة بحرية طاحنة وطرد الفرنجة منها لكنهم عادوا من جديد ليتمكن السلطان الظاهر بيبرس من طردهم منها نهائيا عام 1267 ميلادية واستردها فاستعادت مكانتها الدينية للحجاج وأقام الغوري عليها قلعة لحمايتها كميناء مهم لمصر .. وتعود تسمية تلك المنطقة ب ” أم الرشراش ” إلي إحدى القبائل العربية التي أطلقت عليها ذلك الاسم .. وظلت تحت الانتداب البريطاني إلي أن سيطر عليها الإسرائيليون واحتلوها وطمسوا معالمها وقاموا بتحريف اسمها إلي ” إيلات ” وأصبحت تمثل لهم موقعا استراتيجيا مهما حيث أن أكثر من 40 % من صادرات وواردات إسرائيل تأتي عبر ميناء إيلات الذي احتلته إسرائيل من مصر .
مذكرات محمود رياض – أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق – الذي أكد فيها أن احتلال إسرائيل لمنطقة أم الرشراش لم يكن مجرد حدث عادي بل كان حدثا مهما ترتب عليه العديد من الأحداث الجسام ويشير إلي أن احتلال إسرائيل لتلك المنطقة كان يهدف أساسا إلي فصل مصر عن المشرق العربي وفقا لرواية رئيس الوزراء الأردني توفيق باشا أبو الهدي التي أقر بها في مؤتمر رؤساء الحكومات العربية الذي عقد في يناير 1955 عندما قال أنه عندما بدأت القوات اليهودية في تقدمها جنوبا باتجاه خليج العقبة في مارس 1949 لاحتلال أم الرشراش جاءه الوزير المفوض البريطاني في عمان ليقول له أن حكومته تري ضرورة استمرار المواصلات البرية بين مصر وباقي الدول العربية وتقترح لذلك إرسال كتيبة بريطانية إلي مدينة العقبة لمنع اليهود من الوصول إلي الخليج حيث كانت الحكومة البريطانية ترغب في الاحتفاظ بخطوط مواصلاتها بين قواتها في قناة السويس وقواعدها في الأردن والعراق والخليج .. وقال أبو الهدي أن الكتيبة وصلت فعلا إلي ميناء العقبة الأردني علي أن تتحرك في الوقت المناسب لوقف التقدم اليهودي إلا أنها ظلت في ميناء العقبة دون أن تتحرك لتنفيذ المهمة المكلفة بها بينما استمرت القوات اليهودية في تقدمها لاحتلال أم الرشراش .. وأوضح رئيس الوزراء الأردني أنه طلب من القائد الإنجليزي تفسيرا لعدم تعرضه للقوات اليهودية إلا إذا اعتدت على الحدود الأردنية ليكتشف بعد ذلك أن أمريكا ضغطت على الحكومة البريطانية لتغيير سياستها في الحرب الصهيونية والسماح للعصابات الإسرائيلية باحتلال أم الرشراش ، وهو ما يؤكد التواطؤ الأمريكي في عدوان إسرائيل واستيلائها علي قطعة من أرض مصر بهدف الوصول إلي خليج العقبة .
الدكتور عبد الخالق جبة – رئيس قسم اللغات الشرقية بآداب المنوفية – والدكتور سيد عليوه – الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة – فيقول الدكتور عبد الخالق جبة : من خلال البحث في رحلة بني إسرائيل من مصر عبر صحراء سيناء إلى أرض كنعان تحاول إسرائيل دائما إيجاد صلة تمكنها من الإصرار على البقاء في أم الرشراش ضمن الأراضي التي ظلت تحت حكمهم في تلك المملكة لمدة 80 سنة فقط وهو زمن التواجد اليهودي بتلك المنطقة بينما كانت قبل ذلك تحت سيطرة قبائل كنعان العربية ثم عادت للقبائل العربية من النبطيين والآدوميين ثم تلاهم بعد ذلك الرومان , وفي تلك العصور لم يتواجد في أم الرشراش إلا عدد قليل من اليهود لم يزد علي بضع عشرات وسط أعداد كثيرة من المسلمين والمسيحيين إلي أن وقعت الحروب الصليبية التي قامت بإبادة اليهود تماما من تلك المنطقة .. خلال تلك القرون كانت أم الرشراش جزءا من أرض مصر وإن كانت قد أقامت بها بعض القبائل العربية ولم تكن هناك حدود بالشكل المتعارف عليه حاليا حتى مجيء صلاح الدين الأيوبي الذي قام بتحرير تلك المنطقة من الصليبيين ضمن حملته لتحرير كل أرض فلسطين في القرن الثاني عشر الميلادي .. وظلت أم الرشراش إحدى المحطات المهمة في طريق المسلمين لحج بيت الله الحرام التي كانت تضم شرم الشيخ وبئر سبع للوصول إلي منطقة شرق الأردن ومكة المكرمة .. ومثلث أم الرشراش منطقة مصرية حدودية مع فلسطين وكان يقيم بها حوالي 350 فردا من جنود وضباط الشرطة المصرية حتى يوم 10 مارس 1949 عندما هاجمتها إحدى وحدات العصابات الصهيونية العسكرية وقتلت من فيها واحتلتها في عملية أطلق عليها عملية “عوفيدا” وقد حدثت تلك المذبحة بعد توقيع اتفاقية الهدنة بين مصر وإسرائيل في 24 فبراير 1949 ، وقامت تلك العصابة برفع قطعة قماش بالية علي مبني قسم الشرطة المصرية ثم رسموا علم إسرائيل ونجمة داود ، وكانت تلك العملية بداية لإنشاء ميناء إيلات فيما بعد الذي يعتبر أهم وأخطر الموانئ الإسرائيلية فهو يستخدم كميناء جوي وعربي وبترولي ويمتد منه الآن خط أنابيب يغذي شمال إسرائيل بالنفط .. ومن حق مصر الآن بناء علي تلك الحقائق أن تثير القضية خاصة وأنها جزء من الأراضي المصرية وليست أرضا فلسطينية استباحت إسرائيل احتلالها .
( أما الدكتور سيد عليوة فيؤكد أن : إسرائيل استولت علي أم الرشراش بهدف إقامة رأس جسر كمدخل لها للبحر الأحمر في إطار احتلالها لصحراء النقب وهو ما أدى إلي فصل المشرق عن المغرب العربي .. ويجب علي الحكومة المصرية فتح ملف أم الرشراش والمطالبة بها في إطار تحقيق السيادة المصرية عليها .
يؤكد المستشار حسن أحمد عمر أن إسرائيل كعادتها في تزييف التاريخ أطلقت اسم ” ايلات ” علي أم الرشراش حتى تؤمن خططها الاستعمارية في أي مباحثات بشأن المنطقة حيث يقول : إن إسرائيل تحاول الآن إنشاء مطار يسمي مطار السلام في المنطقة المتاخمة لأم الرشراش والعقبة وهو أمر سوف يسمح لإسرائيل مستقبلا الزعم بوجود ” ايلة ” شرقية وأخري غربية ومن ثم تطالب بتوحيد المدينتين بزعم أنهما يشكلان الميناء الوحيد والأبدي لها علي البحر الأحمر مثلما زعمت من قبل بوجود قدس شرقية وأخري غربية ثم طالبت بضمهما لتكون عاصمة أبدية لإسرائيل .. وقد دأبت إسرائيل علي الالتفاف حول قضية مثلث أم الرشراش المصري بهدف أن يكون هو آخر نقاط الاختلاف الإسرائيلي ـ المصري أثناء مفاوضات طابا والتأكيد علي أن النزاع علي طابا نزاع حدودي وليس نزاع علامات ، وكانت إسرائيل تهدف من وراء ذلك إلي إغلاق قضية الحدود بين مصر وإسرائيل وهو ما رفضه الجانب المصري الذي جعل إصراره في مفاوضات طابا الباب مفتوحا أمام المطالبة بمثلث أم الرشراش في وقت لاحق وهو ما فطنت إليه العقلية الصهيونية فخرجت إسرائيل بمحاولة جديدة خلال المؤتمر الاقتصادي بالدار البيضاء حيث تقدمت بخدعة جديدة تسلب بها مشروعية احتلالها لهذا الجزء من أرض مصر عندما تقدمت بمشروع تؤكد فيه وجود أيلة شرقية وأخري غربية وتطالب فيه بتوحيد المدينتين باعتبارهما يمثلان الميناء الوحيد والأبدي لها علي البحر الأحمر وهو ما رفضه الجانبان المصري والأردني .. والتضليل الإسرائيلي بغرض إثبات حقوق لها بمثلث أم الرشراش تبدده نصوص الحكم الدولي الذي صدر لصالح مصر في مثلث طابا حيث أهدرت تلك النصوص الدفع الإسرائيلي الزاعم بأن بريطانيا العظمي باعتبارها الدولة المنتدبة علي فلسطين ومصر قد اعترفت صراحة في عام 1926 بأن الخط المحدد في اتفاق 1906 هو خط الحدود وأن بريطانيا قد أكدت لمصر أن حدودها لن تتأثر بتجديد حدود فلسطين .. ونظرا إلي سابقة الرجوع إلي اتفاق 1906 من جانب مصر وبريطانيا عام 1926 وفي غيبة أي اتفاق صريح بين مصر وبريطانيا علي تعيين حدود مصر وفلسطين فان المحكمة في أثناء التحكيم في طابا أهدرت هذا الدفع كلية وأكدت أن المحددات في اتفاق 1906 المستخدمة في التصريحات المصرية البريطانية وقتها لا يحملان معنى فنيا خالصا وانما يشيران فقط إلي وصف خط الحدود دون الإشارة إلي تعليم الحدود المنصوص عليها أيضا صراحة في اتفاق 1906 وهي السند التي كانت إسرائيل ترتكز علي أنها الاتفاقية التي وضعت أم الرشراش ضمن أرض فلسطين .. وأمريكا من جانبها وفي إطار سعيها المشبوه لعقد صلح بين العرب وإسرائيل ولثقتها بأن منطقة أم الرشراش ذات الموقع الإستراتيجي هي منطقة مصرية ولايمكن أن تتنازل مصر عنها وفي نفس الوقت لايمكن آن تعود إليها وإلا تم إعادة الحبل السري إلى مجراه الطبيعي بين العرب ومصر فقد اقترحت أمريكا في الستينات إقامة كوبري يمر فوق أم الرشراش ويربط بين المشرق والمغرب العربي مقابل سقوط مطالبة مصر بهذا المثلث الاستراتيجي وليبقى مغتصبا لدى إسرائيل .. ووقتها رفض الرئيس جمال عبد الناصر هذا العرض الصهيوني باعتبار آن تلك المنطقة هي همزة الوصل الوحيدة التي تربط المشرق بالمغرب العربي بريا وقال عبد الناصر وقتها : ” كيف نستبدل أرضنا بكوبري يمكن آن تنسفه إسرائيل في أي وقت ولأي سبب؟ “.
اللواء نبيل صادق – أحد المشاركين في لجنة التحكيم بشأن طابا – والذي يؤكد أن الحقائق التاريخية والعسكرية والاستراتيجية تؤكد أن أم الرشراش وطابا هما امتداد واحد وان عناد اليهود بشأن ضم طابا هي الأخرى كان يهدف إلى زيادة المسافة التي تطل فيها إسرائيل على البحر من مسافة 3 كم بعد ضم طابا كما يقول : كانت نقطة طابا ضمن النقاط التي كانت تريد إسرائيل الاحتفاظ بها أثناء معاهدة السلام في 1979 إلى المرحلة الأخيرة من الانسحاب وتم إبرام معاهدة خاصة لذلك في 25 أبريل 1982 لحل المشاكل الخاصة بالعلامات الحدودية واستمرت المفاوضات بسبب الجانب الإسرائيلي الذي كان يغلب على مجادلته الأسلوب الاستفزازي والتهريجي حتى انتهت المشكلة في مارس 1989 وأم الرشراش إحدى المناطق الاستراتيجية التابعة لمصر والتي ما زالت إسرائيل تحتلها بدون أن يكون لديها أي مستندات تخص تلك المنطقة ولكن إسرائيل تعتمد على قدراتها في تزييف الحقائق وتزوير التاريخ وانه من الصواب حاليا آن تطالب الحكومة المصرية بخط الحدود المتفق عليه في عام 1947 وحسب قرار التقسيم 81 الصادر من الأمم المتحدة , وبالتالي سيكون من حقنا المطالبة بالعديد من النقاط المحتلة من جانب إسرائيل حتى الآن ومنها أم الرشراش .
اللواء أركان حرب دكتور مهندس صلاح الدين سليم – الأستاذ بأكاديمية ناصر العسكرية العليا – لا نستطيع أن نفرط في مصرية أم الرشراش التي استغلت إسرائيل في 7 يناير 1949 وقف إطلاق النار خلال الجولة العربية الإسرائيلية الأولى وتحركت قواتها صوب خليج العقبة احتلتها في 10 يناير 1949 ثم وقعت مصر وإسرائيل اتفاقية الهدنة في رو دس في 24 فبراير 1949 وبدأت إسرائيل في بناء ميناء إيلات علي خليج العقبة وتوسعت حديثا لإقامة مطار دولي جديد باسم مطار السلام في المنطقة المتاخمة لإيلات من جهة الشرق ليكون هناك إيلة الشرقية وإيلة الغربية وتضطرب مفاهيم السيادة والوطنية في إطار الكونفدرالية الثلاثية التي تقودها إسرائيل وترعاها أمريكا والحركة الصهيونية العالمية ولست ادري كيف لا يعرف الدبلوماسيون والمؤرخون أن رئيس إسرائيل عزرا فيتسمان قد أبلغ أول قنصل مصري في إيلات انه كان يقلع بطائرته إلى خليج العقبة حتى الصخرة الحمراء على حدود مصر مع إسرائيل ويلف حينئذ مبتعدا عنها حتى لا يخترق الحدود المصرية والصخرة الحمراء تقع في قلب إيلات وهناك فندق كبير في المدينة حاليا يحمل اسمها , واعترف فيتسمان للقنصل المصري بأن أم الرشراش مصرية وان الميناء وجزء كبير من مدينة ايلات أقيم على ارض المدينة المصرية واكثر من ذلك أن الفريق الراحل كمال حسن علي روى في مذكراته انه خلال الجولة العربية الإسرائيلية الأولى عام 1948 كان يتجه من دهب على خليج العقبة إلى أم الرشراش على ظهر جمل يكمل مروره على نقاط الحدود المصرية على الخليج وكانت هناك نقطة حرس حدود مصرية واستراحة خاصة بالملك فاروق بل الأكثر من ذلك أن أحد المستشارين المصريين الذين شاركوا في مفاوضات عودة طابا دق بيديه في بداية المفاوضات بقوة على منضدة المفاوضات ليحذر الوفد الإسرائيلي من المراوغة بشأن طابا ورفض التحكيم حولها في الوقت الذي يمكن آن يثير فيه المصريون مسألة أم الرشراش ذاتها والسيادة المصرية عليها .
الوثائق التاريخية التي تؤكد مصرية أم الرشراش فالدليل الدامغ على حق مصر في تلك المنطقة تؤكده حدود 1948 التي صدر من خلالها قرار الأمم المتحدة رقم 242 ورقم 838 والتي تؤكد أن أم الرشراش ارض مصرية وهما القراران اللذان بناء عليهما حصلت إسرائيل على عضوية الأمم المتحدة كدولة لها حدود وبعد القرار 181 الخاص بتقسيم فلسطين إلي دولتين إحداهما يهودية والأخرى فلسطينية كانت أم الرشراش خارج تلك الحدود واستمرت كذلك حتى احتلال إسرائيل لها في مارس عام 1949 .
وعلى طريقة شهد شاهد من أهلها فقد كذبت خرائط موثقة من جانب مؤرخين يهود وإسرائيليين المزاعم الإسرائيلية ومحاولاتها المعتادة لتزييف الحقائق واكتساب حق الوجود غير الشرعي وغير القانوني حيث آن هذه الوثائق تتضمن خريطة تتناقض مع المزاعم الإسرائيلية التي تقول آن إيلة أو ايلوت هو الاسم القديم لأم الرشراش المقام عليها ايلات حاليا وتفضح ادعاءات إسرائيل وتطعن في حقها المقدس في منطقة أم الرشراش المصرية وقد ظلت تلك الوثيقة سرا عسكريا خطيرا لا يجوز الاقتراب منه أو التعرض له حتى وقعت في يد اثنين من الباحثين الإسرائيليين في علم الجغرافيا هما ( افرايم و مناحم تالمي ) فقاما بنشر نسخة منه في كتاب صدر في القدس عام 1971 الطبعة الأولى منه تحت عنوان : ” معجم كل أرض إسرائيل ” وهو الكتاب الذي فضح زيفهم و أكد آن منطقة ايلة التي ورد ذكرها في التوراة كأرض إسرائيلية مقدسة ليست منطقة ايلات الحالية وان منطقة ايلة أو ايلوت منطقة أخرى تبعد حوالي 9 كيلومترات عن المثلث المصري أم الرشراش للداخل وتشير الوثيقة آن منطقة ايلة مستوطنة يهودية تم إقامتها على ارض فلسطينية في عام 1918 بعد أن تمكن من شرائها صهيوني متعصب في عام 1892 هو البارون موريس هيرش عن طريق شركة يفا وهي اختصار لاسم شركة اليهودية للاستيطان والتي أنشأت عام 1891 وأوفت لها أموال تقدر بحوالي 100 مليون دولار في ذلك الوقت وقد تم بناء تلك المستوطنة في موقع القرية العربية نجمة الصبح و أطلق عليها اليهود اسم ايلة باعتبارها المدينة التي جاء ذكرها في التوراة خمس مرات ثم عادت إسرائيل من جديد لتطلق نفس الاسم ولكن بشيء من التحريف على أم الرشراش وتسميها ايلات .
تلك كانت الرحلة إلي أم الرشراش التي تناولنا فيها كل شيء عن الأرض المصرية السليبة وما يثبت بما لا يدع مجالا للشك أنها مصرية وأنها الحبل السري بين مصر والعرب وهمزة الوصل بين المشرق والمغرب العربي .. ولكن يبقي السؤال :
فهل نتحرك للمطالبة باستعادة أم الرشراش ؟ أما قد آن الأوان للاستغناء عن باقي اراضينا ؟

شاهد أيضاً

رحمة سعيد

كيف نحمي البيئة من التلوث؟

بقلم رحمة  سعيد متابعة دكتور علاء ثابت مسلم  إن البيئة هي عنصر أساسي من عناصر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.