الإثنين , ديسمبر 23 2024
الكنيسة القبطية
ماجد سوس

“مؤمن لكن حرامي”

ماجد سوس


أسهل طريق للخروج من دائرة الله و خسارة الحياة الأبدية هو طريق الغيبة ، والغيبة أو كما نسميها بالعامية ” بيجيب في سيرة الناس ” .
أول شخص جاب في سيرة الآخر كان إبليس حينما قال لحواء : “احقا قال الله لا تاكلا من كل شجر الجنة” لإظهار ان الله ظالم و لا يحبكما .
كان على حواء أن توقف الحية عن الكلام ، أنا لا اقبل عن الله هذا ، توقفي و لكن حواء تركت الباب مفتوحا فأكملت الحية كلامها : فقالت لن تموتا بل الله عالم أنه يوم تاكلان منه تنفتح اعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر ” .
تشكيك مرة أخرى في حب الله لهما و تضليلها بكلمة لن تموتا.


في اللحظة التي نقبل فيها شكاية على إنسان آخر أو نترك لأذاننا ان تستمع لمن يغتاب الآخرين هي لحظة السقوط في الهاوية و الهلاك .
هل تتذكرون قصة الراهب الكسول الذي إلتف حوله الرهبان يوم انتقله فوجوده سعيدا واثق جدا في حياته الأبدية حتى ان احد الواقفين قال له اسمحلي يا ابي لماذا انت فرح هكذا فقال له لأن الله لن يستطيع ان يدينني او يحاكمني فتعجب الواقفون فقال لهم لقد تمسكت بأية واحدة قالها الرب يسوع و بها لن يستطيع أن يحكم على بالهلاك فقد قال لأن أدين من لا يدين الناس فكنت عندما ارى ضعف الناس ألتمس لهم الأعذار كل حياتي مهما فعل الآخر فحزن الواقفون على أنفسهم .


يوماً ذهبت لزيارة أحد الآباء القمامصة المباركين وكان مشغولا مع شخص آخر فجلست أنتظره مع زوجته المباركة و هي سيدة مسنة وقورة جدا وتبادلنا الحديث عن أحوال الخدمة وحينما ذكرت اسم شخصاً أوقفتني وقالت لي من فضلك لا اريد ان اسمع أي شيء عن شخص غير موجود معنا، وقالت لي انها تمنع الكلام على الناس حتى و لو كان من رجل دين و قالت لي انها تقول لكل ممن يزورهما ، وحتى من الآباء الكهنة أن هذا البيت لا يوجد فيه مكان للإدانة و سيرة الناس ، وهنا من يزعل منها في هذا الشأن و لكنه يعود ويقول لها يا بختك.


أشعر أنه السلاح الجديد الذي يستخدمه إبليس لهلاك البشر هو سيرة الناس لأنه ممكن يدخل عن طريق فكرة أنا مش بدين ان عاوز أصلح أو مش بدين أنا برصد حالة أو مش بدين ، أنا اتكلم عن عيب معروف عند الآخر
والإدانة من الخطايا التي تصيب القادة، والرعاة ، والخدام فيخسرون حياتهم و ينطفيء الروح فيهم دون أن يدروا .
فإبليس لن يأتيك بالخطايا الظاهرة وأنما بالثعالب الصغيرة ، كما أسماها الكتاب لأنه دائما يضع في ذهنك أن موقعك أو وضع يسمح لك بإدانة الآخر و يتناسى البعض أن يوماً ما أمسكت إمرأة و هي تزني أي أن الجريمة متكاملة الأركان 

ولكن ديان العالم لم يدينها بل قال لها أنا لا أدينك ومن هو بلا خطية فليدينها ويلقي عليها حجر ليرجمها.
كان البابا المتنيح الأنبا شنودة الثالث يقول هناك شخص يفتخر بصراحته و يقول : ” أنا أقول للأعمى أنت أعمى في وجهه” أقول له بدلا من أن تفضح عماه استر عليه حتى لا يرى الناس أنه أعمى .


عزيزي ، ل اتدينوا على الأرض فلن تدانوا في السماء وصية واضحة صريحة لا تقبل الألتفاف حولها وهي شرط أساسى لخلاص نفس الإنسان وهو أمر مشجع لك ولي فإن كنت تحت ضعف أو خطية أو حتى مرض فإن حرصت ألا تتكلم عن شخص بسوء او تنقل عنه كلام يعثر الآخرين فتكون قد سرقت الملكوت

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.