قد نختلف أو نتفق حول مذهبا سياسياً أو اجتماعيا أو اقتصاديا لأن كل ما سبق هو إفراز لعقلية إنسانية أو فكرة اختمرت فى عقل أحد من البشر وهذا ما لا ينطبق على الأديان السماوية التى لها ثوابت غير قابلة للاختلاف وقد قال سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم …
” إن الدين عند الله الإسلام “
ومن هنا وجب علينا التطبيق المجرد وعدم الانسياق وراء أفكار متشددة ومتطرفة هبت رياحها على مصر فى السنوات الأخيرة لتغيير أفكارنا الوسطية التى عاشت مبنية على ( العلم والعمل ) .
والعلم لابد أن نستقيه على يد شيخ
والعمل أيضاً يحتاج إلى إمام ينير الطريق بمنهج وطريقة ومن هنا كان ( التصوف ) أسلوباً راقياً للعمل يبدأ بالزهد وينتهى باليقين .
اذن لابد من مكان يتعلم فيه المريدين طريق الوصول إلى ذلك اليقين وهو ما يعرف بالساحات الصوفية والمنتشرة فى صعيد مصر .. وما دفعني للكتابة فى هذا الموضوع ما رأيته يوم غرة رجب من استضافة كريمة من السيد حسن النوبى عميد ساحة سيدنا أبو بكر الصديق بمدينة الأقصر حيث قضيت يوماً رائعاً في محراب جمال الساحة العامرة وسيخلد ذلك اليوم في ذاكرتي يوماً استثنائياً …. ولم لا وقد عشت به تطبيقاً كاملاً لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف سيرا على منهج فضيلة الإمام ( محمد إبراهيم خضر ) إمام الساحة وشيخها وأستاذ الطريق .
ومنهج السير للمجموعة الكريمة بساحة سيدنا أبو بكر الصديق تتلخص في قراءة القرآن وذكر مجموعة أوراد وصيغة صلوات على النبى صلى الله عليه وسلم وانشاد ومديح الرسول والقاء دروس فى الدين ويتخلل كل هذه الأعمال اقام الصلاة فى جماعة أضف إلى كل ما سبق ذكره من لقطات مضيئة لهذه المجموعة أن أقصى اهتماماتهم السياسية هو حب الخير لوطنهم والدعاء من القلب بصلاح أحوال البلاد والعباد
وهذا هو حال جميع ساحات الصوفية لن تجد لهم اهتمامات أو مطامع سياسية فقط تطبيق لتعاليم الدين وتنشأة جيل جديد من النشأ الصالح ليكون نواة للمستقبل مع الطرف الآخر من غير المسلمين الذين ادعوهم أيضاً الى الإقبال على الجمعيات القبطية حتى نحمى شباب مصر ونسيجها المشترك من هجمات فكرية غربية
كان لها الأثر الواضح فى تغيير الهوية المصرية الى جانب ماتم ذكره فى المقال السابق لنستطيع اعادة الشباب مرة اخرى الى الطريق الصحيح لذلك وجبت الإشادة بالساحات الصوفية والشكر موصول للقائمين عليها فى ربوع مصر .