هل عرفتم هذه المهنة ؟؟
11 أبريل، 2016 مقالات واراء
د.إيهاب أبورحمه
كلمات أعجبتنى هى مجرد سطور قليله قررت بناء مقال عليها و لكن من كثره تناقلها لم أعرف لمن أنسبها , قررت أن اضيف إليها لما قد أضيفه عليها من كلمات تخرج من الداخل المجروح و من كلمات أحاسيس صعبه شعرنا بها و مازلنا . قد يظن البعض أننا نتحدث عن لغز و لكنه لغز سهل الحل و خاصه لمن عاش مأساه هذه المهنه و التى يتكالب و يحقد عليها أناس يتمنوا أن يصبحوا فيها بكل ما أتوا من قوه.
إنها المهنة التي يقضي صاحبها أكثر من 15 سنة من عمره ليكون مختصا بها ، ويقضي العمر الباقي ليستمر و ليزيد من الكفاءه في اختصاصه.
إنها المهنة التي تقصر العمر وتزيد الهم ,المهنة التي تجبرصاحبها أن يداري خواطر التافهين وغبائهم.
المهنة التي لاينتهي زمنها بإنتهاء وقت العمل …فالإستشارات مستمرة بعد أنتهاء وقت العمل وحتى بعد منتصف الليل بل و فى الليل كله فى بعض الأحيان دون حرمة لوقت خاص أو حرية شخصية , حتى إن اغفلت استشارة تكون كافرا بالإنسانية وشايف نفسك !.
أكثر مهنة يتعرض صاحبها للموت إما بسبب الالتهابات أو بسبب الضغط النفسي أو بسبب جهلة العرف القبلى!
المهنة التي ينفق صاحبها كل ماله في سنين دراسته فيما الفاشلين من السراق وغيرهم قد بنوا كنوزهم حراماً وحلالاً ، لكن متى ما أصبح مختصا وبدأ يأكل ثمرة تعبه ، كان هذا حراماً، وأصبح في نظر المجتمع البائس جلاداً نصاباً.
المهنة التي يحتاجها المجتمع كله ، ويسبها الكثيرفى المجتمع نفسه ، ويصف اصحابها باقبح النعوت ، لكن العجيب أنهم يتوسطون وقد يشترون الأسئلة الامتحانية ويغششون أولادهم فقط حتى يصبحوا من اصحاب هذه المهنة البائسه .
فلماذا هذا الحسد والحقد ؟! ومن القريب قبل الغريب !!
ولتجدن خيركم يا من تنتقدون و تحقدون لا يعرف أن يكتب كلمة فضلا أن يقدم فكراً !!!
وتجدنهم متفوقين في الأقوال, فاشلين في الأعمال! !!
إن كل ما قدمتموه لا يساوي ليلة من سهره لراحة إنسان يتألم! !! فكفاكم مزايدات أيها المتلونون .
إن هؤلاء افنوا سنين عمرهم ليقدموا لكم أفضل مايستطيعون ،ناموا على الارض حين كان الفاشلون يناموا على الحرير، وعانوا ضيق العيش حين تنعم السارقون ، وسهروا الليل بعيداً عن أهلهم وأحبابهم بينما تنامون في فرشكم .وهم الوحيدون الذين بقوا في دوائرهم وقت الشده عندما هرب الآخرون . فهم مخاطرين …مضحين …باذلين ما يسطيعون من قوه.
افهكذا يكون الجزاء ؟؟؟
على أنه ليس كل أصحاب المهنة من الأولياء ، لكني أجزم أن جلهم من الأصفياء الأنقياء .فكم كانوا عونا لمحتاج وكم أنقذوا من حياة.
المهنه التى يحقد عليها الحاقدون و مع اهمال متعمد وجسيم لها ومع محاوله بعض منتسبيها البحث عن البعض من حقوقهم أصبحوا فى نظر الحاقدين لا يعرفون الرحمه ولا يعرفون الانسانيه فيكفيهم أنهم يعملون فى مهنه إنسانيه و أجرهم على الله لكن أن يعيشوا
فى راحه بعد كل هذا العناء فهذا لا يحق لهم فهل سيأخذوا نصيبهم فى الدنيا و الأخره !!!.
المهنه التى يقدرها من يحتاج لها و بعد أن يأخذ ما بحث عنه يلعنهم فهم من سحبوا منه كل ما كان يملكه بل و امتصوا دمه .
فهل عرفتم هذه المهنة ؟؟
إنها مهنة الطب في بلاد الاعاجيب
المهنه الإنسانيه التى لا يعرف مشاقها إلا من يعمل بها و من يعملون معهم فى نفس المجال ,المهنه المحترمه فى بلاد العالم إلا فى بلاد العجائب .نعم هناك من يسيئ لهذه المهنه من الأطباء الطامعين الغير أنفين لمستوى المرضى المادى و لفقر مدقع يعيش فيه البسطاء و لكن بالطبع هؤلاء قله قليله لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تنعكس على أطباء مصر كلهم.
هى المهنه التى كثيراً ما كنا نعمل بها و نحن صيام و نترك الإفطار بسبب مريض نعالجه ,هى المهنه التى كثيراً عانينا من العمل فيها و الخروج إليها فى البرد الشديد و الذى لم يمنعنا أبداً من أداء مهام عملنا و الذى لم نطلب من أحداً أبداً أن يقدم لنا الشكر الذى نستحقه و مع هذا يستكثرون علينا العيش فى كرامه و يزايدون علينا فى مطالبنا بأقل حقوقنا ,المهنه التى كنا نختلس فيه دقائق لننام فيها و نحن فى أول سنوات حياتنا و كان الاخرون يناموا بلا انقطاع نوما هنيئا مريا.
أنه الطب الذى أفنينا فيه شبابنا و مرضنا بسببه و جافينا بسببه الأحبه و الأرحام و مع هذا لا يرحمنا الحاقدين فبدلاً من أن تلوموا الاطباء وفروا ما يحتاجونه من مستلزمات و حياه حتى يتسنى لهم تقديم خدمتهم على أكمل وجه.
مهنه انسانيه و لكن تستكثرون علينا العيش فيها بإنسانيه ,مهنه تتعامل مع البشر و مع هذا ترون أن حياتنا فيها لابد و أن تكون كالعبيد ,مهنه إنسانيه تتعامل مع الإنسان لكن لا يجوز أبداً أن يعاملنا الأخرين مثل أى إنسان. إنها المهنه الشاقه التى أمرضت من عمل بها ووضعته فى ضغوط عنيفه . مهنه الخوف على حياه الأخرين لكن لامانع من فقدان حياتنا من أجل إسعاف المرضى بلا مقابل.
الرحمه يا بشر ,ارفعوا من نفوسكم الغل والحسد فإنهما من هوادم العمل.