ألغت الحكومة منظومة اللوحات الذكية وإعادة العمل باللوحات القديمة للسيارات بعد إنفاق عشرات الملايين في شراء وتصنيع لوحات السيارات المعدنية “الذكية” أو “الكمبيوتر”.
استوردت مصر 26 مليون لوحة من ألمانيا في عام 2008، بعدما أسند أحمد نظيف، رئيس الوزارء الأسبق، توريدها بالأمر المباشر بالتعاقد مع شركة «أوتش» الألمانية، وكان ذلك بمثابة نقلة نوعية للوحات السيارات في مصر.
وبدأ توريد اللوحات الجديدة والتى أخذت شكل أرقام وحروف فقط بجوار كلمة مصر، مما يصعب تزويرها أو تركيبها على سيارة أخرى بسبب وجود كبسولة بمسمار مصممة خصيصًا لوضعها على كل سيارة.
وعملت إدارات المرور على تغيير اللوحات المعدنية لتصبح بطريقة الأرقام والحروف يعلوها كلمة مصر ملونة، حسب ترخيص السيارة، اللون الأزرق الفاتح للملاكى، والبرتقالى للأجرة، والأزرق الغامق لسيارات الشرطة، والأحمر لسيارات النقل والجرارات، والبنى للسيارات التجارية، والأصفر لسيارات الجمارك، والأخضر لسيارات الهيئات السياسية، مما يسهل الأمر على رجل المرور، كما أسندت إلى مصلحة سك العملة الحق في طباعة تلك اللوحات بمواصفات فنية يصعب تزويرها بعكس المطبوعة والمكتوبة يدويا بالطريقة القديمة.
وأنهت تلك اللوحات بشكل كبير المخالفات التى كان يتحملها المواطنون دون ارتكابها والتى تحرر عن طريق فرد المرور، بينما سهلت على أجهزة الرادار والأجهزة الكشفية سرعة التقاط السيارات المخالفة دون ظلم أحد، كما اختفت ظاهرة اللوحات المزورة.
وحذر مصدر أمنى بالإدارة العامة للمرور، من قرار وزارة الداخلية بالعمل مرة أخرى بنظام اللوحات القديمة، لافتا إلى أن النظام القديم يشوبه فساد مالى وإدارى، مشيرًا إلى أن المواطن يدفع ثمن لوحات الكمبيوتر ليحصل على اللوحات العادية، دون تخفيض فى الأسعار، متسائلا: أين تذهب تلك الأموال؟
وأضاف المصدر فى تصريحات صحفية، أن الإدارة العامة للمرور تلقت كثيرًا من الشكاوى من المواطنين التى تفيد وجود مخالفات على تلك اللوحات محملة مسبقا، كما عادت ظاهرة الخطأ فى كتابة المخالفات وظلم المواطنين من مخالفات بأماكن لم يذهبوا إليها، فضلا عن تغيير ملامح اللوحة القديمة فى السيارات، واختلاف الخط المكتوب بها من مكان لآخر.
وتابع المصدر أن هذا القرار تسبب في تخبط داخل إدارات المرور نتيجة وجود نظامين الآن للوحات المعدنية، فهناك سيارات تحمل لوحات بالكمبيوتر وأخرى عند التجديد يتم تسليمها اللوحات القديمة، ولفت المصدر إلى أن اللوحات القديمة تحمل أرقاما كثيرة تصل إلى سبعة أرقام، ويصعب على رجال المرور كتابتها عند تحرير مخالفة لسيارة مسرعة، مما يفتح الباب من جديد لعودة المخالفات الظالمة