بقلم : نبيل المقدس
رؤيا2: 16-17 من المهم جدًا أن لا نقرأ الكتاب المقدس بدون أن نقرأ كتب التفاسير معه.. وهذا ليس عيبًا, بل
تركيز أكثر للفهم الصحيح.. فليس من شروط التدين هو حفظ الكلمات أو الأيات عن ظهر قلب
لكن أهم من كل هذا أن نفهم قصد الله من بين سطور الكلمات ونعمل بها.
نقرأ في رؤيا 2: 16-17 في نهاية الرسالة الموجهه لكنيسة برغامس يقول الرب:
“فتب وإلا فإِني آتيك سرِيعًا وأحارِبهم بسيف فمي.
من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائسِ.
من يغلب فسأعطيه أن يأكل من المن المخفى،وأعطيه حصاةً بيضاء
وعلى الحصاة اسم جديد مكتوب لا يعرِفه أحد غير الذي يأخذ”.
يوجد وعدين من المسيح لكل من يغلب من شعب الكنيسة تعاليم بلعام والنقولاويين
(وسوف ندرسهما في مقالة خاصة), وأول وعد لهم هو أن يعطيه المن المخفي.
ومعروف أن اليهود يعلمون تمامًا ما هو المن ويعلمون تمامًا قد إيه كان نجدة لهم أيام
وجودهم في البرية 40 سنة.. واهتموا كثيرًا بذكرى انقطاع انزال المن لهم من السماء
حتي أنهم لكي لا تضيع هذه الذكرى المحبوبة من تاريخ اليهود
جمعوا بعضًا من المن المُنزل من السما في صندوق, ووضعوه داخل التابوت في قدس الأقداس
في خيمة الاجتماع, وبعد ذلك نقلوه إلى الهيكل في قدس الأقداس بعد ما انتهي سليمان من تشييده.
لكن في القرن السادس قيل الميلاد انهار هيكل سليمان.. ويقول علماء وأحبار اليهود
أن أرميا أخذ الصندوق الموجود فيه المن ودفنوه في كهف بجبل سيناء وأخفاه
هذا هو “المن المخفي”.
وكان الشعب اليهودي يعتقد عندما ياتي المسيا سوف يخرج ارميا الصندوق الموجود فيه المن المخفي.
وفعلاً جاء المسيح, فإن الإيمان المسيحي يؤمن أن الأكل من المن المخفى يعني دخوله إلى بركات
العهد الجديد.. عهد النعمة.. فقد فتح المسيح كنوز البركات لأبناء الله المؤمنين به
وأنه جاء لكي يُصلب كفارة عن ذنوبنا ويقوم من الموت
ونحن ننتظر المن (المسيح) نزوله لكي يخطفنا علي السحاب إلى عرش النعمة
وكأن المسيح هنا يفكرنا بالمن المخفي.
أما الوعد الثاني الذي يعطيه المسيح لكل من يغلب في أن لا يقبل تعاليم النقولايين هو حصاة بيضاء
عليها اسم جديد.. وتنوعت الأراء من أين جاء الرب بفكرة الحصاة البيضاء
أكيد في هذا الزمان كانت للحصاة له رمز معين.. لذلك كثرت التفسيرات ومحاولات لفك شفرة معني الحصاة.
وهناك أكثر من تفسير نتيجة اجتهادات علماء اللآهوت
وسوف اذكر منها واحدة فقط, فهي أقرب معنى وتفسيرًا لكلمة “الحصاة واسم مكتوب
” ومنها نصل إلى ما كان يقصده الله منها.
كان المصارع المحترف في هذا الزمن والذي يغلب في كل معاركه حتي يعتزل دون أن ينهزم
ينال جائزة عبارة عن حصاة بيضاء مكتوب عليها حرفــا P & S
وهما لكلمتين معناهما “رجل ظافر”.
وفي تصوري أنه اقرب تفسير لقصد الله بوعده.
فكل مَنْ يكون مصارعًا مع الشيطان ويغلب ويطرد تعاليم بلعام والنيقولاويين
فسأعطيه أن يأكل من المنّ المخفى (الحياة الأبدية)
وأعطيه حصاةً بيضاء، وعلى الحصاة اسم جديد مكتوب لا يعرِفه أحد غير الذي يأخذ
أي يكون متميزًا عن غيره…!!