الإثنين , ديسمبر 23 2024

نادية خلوف تكتب : هل يجري ذلك في بناما فقط؟

يسمّونها فضيحة . تلك التّسريبات من  مكتب “موساك فونسيكا” في بناما

 قد تكون كذلك بالنسبة لرئيس وزراء الإيسلندي الذي استقال على الفور، أو بعض البنوك الأوروبية المتورطة، لكن بالنّسبة لنا نحن العرب أين الفضيحة في الموضوع؟

 بعد أيام قليلة ستقوم منابر الإفتاء بشتم ” موساك ” لأنّه كافر ولا يعرف بتعاليم الإسلام ، فكل شيء شفّاف في دول العرب ، ويمشي سليماً من الناحية الشرعية. ما هو الدليل؟

الدليل سهل جداّ. نحن من حاز جائزة إلهيّة غير قابلة للنقض  في إيجاد مشكلة لكلّ حل، ودليل  يحلّل كلّ محرّم، ورجل دين لكلّ منبر، وبطل لكلّ حزب، ومن لا يؤمن بقدراتنا فنحن وهو ، وثالثنا السّيف.

لسان حال المتورطين العرب يقول:

نحن لا نؤمن بوثائق ويكيليس، ولا بتسريبات “موساك فونيسكا” مجرّد إشارة إلى عبيدنا من السّياسيين،و من مفتيي السّلاطين سوف تغزو صورنا المواقع الالكترونية ، ويتبرّع البعض بتفجير أنفسهم لإرضائنا.

لماذا تستقيل يا رئيس وزراء إيسلندا؟

 يمكنك اعتماد بعض مواطنينا الشرفاء بالردّ على المتظاهرين ضدّك بالغاز المشّل، أو المميت. إن كنت لا تملكه فهو موجود في سورية  وعلى امتداد الوطن العربي. كل قائد مليشيا لديه كميّة محدودة منه يتصرف بها عندما يتظاهر ضده الخونة.

في قوانيننا الغير مكتوبة جرى العرف على أنّ ” التّجارة شطارة” والشّطارة لها أذرع ، وجنود ، وفدائيين نفجّرهم دون أن يدروا، نرّحلهم إلى الجنّة. كي ينعموا بحور العين، ونبقى نحن في نعيم الحياة.

 سوف ينام المسؤولون العرب الذين وردت أسماءهم  في التّسريبات ملء أعينهم، لأنّهم يعرفون أنّ شعبيتهم قد تضاعفت، وسوف يسجد أمامهم ملايين المتزّلفين، الذين يجرّون الفقراء من رقابهم كي يصبحوا قرابيناً للسّلاطين.

 أصبح الفساد عالميّاً لكن قلبه وشرايينه عربية .

في بلاد العرب أوطاني لا يفيد الكلام. إن قلت لهم في السجون العربية  يبقرون بطون النّساء . يقولون: أن داعش ترجمهنّ، وإن قلت: بأن الرجال والنساء يغتصبن ، ويقتلن. يقولون :لكنّداعش يقطع الرأس. داعش هو المقياس، وهي بيضة القبان، ومحاربة داعش يحتاج إلى قوى عظمى، ومحليّة، دينيّة، وعلمانيّة. إلى قتل يومي مبرمج للمدنيين العزّل .  أصبحنا نرى داعش في الحلم لكنّنا لا نعرف من هو مؤسسه وعرّابه.هو اختراع للعصر كي يلهينا عن البحث عن لقمة العيش، تمكّنداعش منّا، وأصبحت جزءاً من تكويننا النفسي، فإن أدانت أوروبا جريمة يقول عربنا : أنّه  الكيل بمكيالين، وإن وقع تفجير إرهابي. رأيت النّاس يهاجمون سياسات الغرب.

 ها هي الفضيحة بين أيدينا، وقد تأكّدنا من تورّط حكامنا  بها.أليس حريّاً بنا أن نضع صور المفضوحين على رؤوس الأشهاد ، وكلّما حدّثت حادثة مريعة في الغرب أو الشرق . نقول لهم:  أنتم السبب. . .

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.