أنطوني ولسن
لا أعرف ماذا حدث لآدم الشرق وحواء الشرق، عندما جاءا إلى أستراليا؟!.. فها هما يجدان أنفسهما عريانان أمام تصرفاتهما غير المتوقعة في جنة الغرب، وتجد كل منهما يلقي باللوم على الآخر عندما يتعلق الأمر بتغيره نحو الأردأ والأسوأ، فتقول لك حواء عن آدم: لقد زاغت عينه وراء الشقراوات، والحمراوات، والصفراوات، والسوداوات، ووجد من ترطن له بالانجليزية، أو الفرنسية، أو الطليانية، أو اليونانية، أو حتى اليابانية والصينية، على كل لون يا “باتستا” على حد تعبير الدارجة المصرية. صار خواجة يعرف الخواجات، ونسى طبعاً بنت بلده الشرقية سواء بنت القرية، أو الضيعة، أو المدينة. متعلمة أو جاهلة، أو على قد حالها يدوبك تقدر تفك الخط .. وقال في تفسه: “يا أرض اتهدي ما عليكي قدي”!
ويقول لك آدم عن حواء، غير ناسٍ أن يمدح نفسه، ولكنه ينسى أن مادح نفسه يقرؤك السلام!
يقول: أبداً أنا غلبان.. دنا مسكين (مقلداً عادل مام).. أنا جاي هنا علشان أعيش وأربي الأولاد التربية اللي كنت بحلم بيها. كمان هو فين الوقت اللي الواحد فاضي فيه علشان يبص على البيضة، أو الحمرة، أو حتى الخضرة؟!.. دا الواحد بيكمل عشاه نوم. شغل.. شغل.. عاوزين نبني ونعمر ونلحق القطار اللي فاتنا زمان في بلدنا. وان جيت للحق حواء هي اللي اتغيرت هنا. صحيح هي لازم تشتغل؛ فمطالب الحياة كثيرة وايد واحدة لا يمكن “تصفق”.. وعلشان كده لازم أساعدها في البيت، ولازم تكون زيها زيي في كل حاجة: ان دخنت هي كمان تدخن وللاسف تدخين مزدوج دخان السجائر ودخان العصبية. وان شربت كأس بعد العشاء وبعد يوم عمل شاق ومضني، لازم هي كمان تقعد و”تنجعص” وتحط رجل على رجل (وان استطاعت تحط رجل عليّ) والسيجارة في ايد والكأس في الايد التانية.. أمال ما هي بتقبض بالدولار! الله يرحم أيام زمان لما كان “العرقسوس” هو المشروب الوحيد اللي يمكن ينشرب في البيت مع الشاي. وأهم من كده أنها في بلد بترعى الستات.. الستات هنا في أستراليا أحرار وزي الرجالة مش عبيد وأقل من الرجالة كما في بلادنا. والأدهى من كده يا سيدنا الأفندي، أنها اتعلمت “السواقة” (قيادة السيارة)، تقدر تخرج وتروح أي مكان على “مزاجها”. تروح مثلاً النادي تلعب “بوكر ماشين”، وتبقى من أخوات الشياطين والعياذ بالله! ما عدش فيه احترام في البيت للزوج، ولا اهتمام بالعيال! ايه يعني العيال، يتربوا زي ما يتربوا! أنا “طهقت” ولازم اشوف نفسي قبل ما يفوت الاوان!.. هو ايه.. شغل برة وجوة.. ما فيش رحمة!
وهكذا لا يزال بعض من آدم، وبعض من حواء: يتناولون من ثمرة أفكارهم المّحرمة، ويرتكبون المعصية في حق الله، وفي حق أنفسهم، وفي حق أولادهم!
فأصبح بعض الرجال، يعتقدون انهم لوحدهم في جنة الغرب ـ كما كان آدم لوحده أولاً في جنة عدن ـ؛ فراحوا يمارسون اكتشاف متعة الجنة بلا ضابط ولا رابط !
وأصبحت بعض النساء متمردات، ناسيات أنهن من نسل حواء التي أخذت من ضلع رجل؛ لتكون معينة نظيره لا ناظرة عليه!
وكما ألتقى آدم وحواء في جنة عدن، يفترقان الآن في جنة الغرب!
كلمات لا تتغيّر:
بالكيل الذي تكيل به يكال لك ويزاد؛ فلماذا لا تملأ كيلك بالحب، والعمل الصالح ! • علمتني الحياة أن لا اشتري سمكاً في بحر، وأن لا أبيع طيراً فوق شجر! • لماذا تصغي إلى ما يجعل يومك مؤذياً.. اغلق اذنيك؛ فترتاح وتريح! •المعرفة ليس لها حدود، والجهل أيضاَ! •الطرق السهلة لها ناسها، والطرق الصعبة لها من يعبّدها!
الوسومأنطوانى ولسن انطوانى ولسن
شاهد أيضاً
المحاكمات (التأديبات) الكنسية … منظور ارثوذكسى
كمال زاخرالخميس 19 ديسمبر 2024 البيان الذى القاه ابينا الأسقف الأنبا ميخائيل اسقف حلوان بشأن …