لم يكن الثامن من يونيو يوما عاديا فى حياة الأمة المصرية .ولكنه كان يوما سيسطره التاريخ بأحرف من نور.إنه يوم عودة الكرامة والعزة للمصريين .إنه يوم تنصيب رئيس جديد لمصر إختاره جموع الشعب المصرى بعد أن توسموا فيه صورة الربان الذى يستطيع أن يقود سفينة الحرية والكرامة للمصريين .
بعد أن كانوا طيلة الثلاث سنوات والنصف منذ قيام ثورة الخامس والعشرون من يناير 2011 وحتى ثورة الثلاثون من يونيو2013 يعيشون فى سفينة أوشكت على الغرق تلاطمها الأمواج من كل جانب .
هذا اليوم الذى سيجلس فيه هؤلاء الشباب ليحكوا لأولادهم وأحفادهم حكاية ثورة شعب سطروها بأنفسهم.
فى تلك الليلة لم يذق معظم الشعب المصرى طعم النوم ليس فى مصر وحدها ولكن على مستوى العالم كله لم يذق المصرى طعم النوم فى انتظار الليلة الموعودة ليكون شاهدا على كل لحظة فيها .
حتى أذا بزغ نور تلك الليلة خرجت جموع الشعب بحثا عن مكان ليشاهدوا هذا الحدث وبقى من بقى داخل المنازل أمام شاشات التلفاز والكل مترقب. كانت مصر فى تلك الليلة وكانها العروس البكر التى تنتظر عريسها .
فكانت الزينة والأعلام تغطى كل شبرا فيها.
فقد كانت حقا أجمل عروس.
كان ترقب العالم معنا لهذا الحدث قد أضفى عليه الكثير من الرهبة والخوف على مستقبل هذا الوطن خوفا من المؤامرة والخونة الذين يتحفزون للإنقضاض عليها وإفساد فرحتها .
ولكن ما إن بدأت عقارب الساعة فى التحرك للميعاد المنتظر ومع قدوم الوفود
إطمئن الشعب أن كل شيئ يسير إلى حرية هذا الوطن .
حتى إذا أجتمع القوم كان الحدث والقسم على صون شرف هذا الوطن.
رئيس جمهورية يسلم الراية لمبعوث من الله يستلم منه تلك الراية ليقود مسيرة النور لهذا الشعب العظيم.
كان المشهد مهيبا تراقصت فيه دموع الشعب من الغبطة والسعادة وهم يشاهدون تلك الحدث .
وزادت تلك الجموع عندما تحدث المستشار الجليل سامى ماهر وهو يفند مسيرة الشعب المصرى منذ ثورة الخامس والعشرون من يناير حتى ثورة الثلاثون من يونيو .
فكانت كلماته وما بها من شجن يبكى لها البشر والحجر .إنها ثورة شعب عانى وتحمل الكثير حتى يصل لتلك اللحظة الفارقة الذى سيذكرها التاريخ بأحرف من نور .
أنها الليلة التى أبكت جموع المصريين بل ومعهم أيضا جموع العرب الذين فى لحظة ما شكوا أن جينات المصريين قد تغيرت وركنوا للخطر الذى يداهمهم.
ولكن هيهات بالرغم ان الكثير من المصريين يعيشون فى لا مبالاة متناهية إلا أن جيناتهم تظهر عندما يشعرون أن وطنهم فى خطر فيتحدون ليدرؤا هذا الخطر ليس عن وطنهم فحسب بل عن كل الأوطان.
ومازال التاريخ المصرى القديم الذى قرأنا عنه شاخصا أمام أعيوننا . وكيف أن المصريين كانوا دائما ما يدرؤن الخطر عن العرب جمعاء بل وفى أحياننا أخرى عن العالم ككل .
إن الدموع المصرية التى ألهبت وجناتهم من الفرحة العارمة التى إنتابتهم وهم يشاهدون عودة مصر والوطن إلى أحضانهم مرة أخرى وكذلك عودة العالم العربى مرة أخرى لأحضان مصر .
جعل الدموع تتساقط بعد أن كانت سجينة الماقى لترى الحرية بعد أن غابت عنها. فإلى تلك الحرية التى حصلنا عليها .إلى هذا الأمل الذى كافحنا من أجله سقط فى طريقه من سقط وجرح من جرح .
لنصل بمصر إلى بر السلامة. فاليوم أصبح هناك رئيس بشهادة قلدناه إياها ليقود مسيرة الحلم الذى عشنا من أجله لكى نشاهده وهو يتحقق بأيادى المصريين وتحت قيادة رشيدة تخاف الله وترعى حقوق شعبها. واليوم ليكون شعار المصريين الأحرار هو (شغل حرية مشروعات قومية بسواعد مصرية