أمرت محكمة “لارنكا” الجزئية في قبرص، صباح اليوم، بحبس سيف الدين مصطفى، خاطف الطائرة المصرية بالحبس 8 أيام على ذمة التحقيقات الجارية معه.
وقالت صحيفة “سايبروس ميل” القبرصية، اليوم، إن مصطفى قدم نفسه أمام المحققين دون محامٍ، وسط حضور مكثف من وسائل الإعلام.
وبرر مصطفى اختطافه للطائرة قائلاً: “كان لا بد من قرار صارم، أب يريد رؤية زوجته وأولاده منذ 24 عامًا، والسلطات المصرية تمنعه، ماذا يفعل؟”.
وكان الخاطف اقتاد الطائرة إلى مطار “لارنكا” القبرصي، صباح أمس، تحت تهديد بأن معه حزامًا ناسفًا، وطلب رؤية زوجته البالغة من العمر 51 عامًا ولديها 4 أولاد.
وأظهرت صورة نشرتها صحيفة “سايبروس ميل” الخاطف وهو يلوح بعلامة النصر من داخل سيارة بعد مثوله أمام المحكمة، وأكد متحدث باسم الشرطة، إنه سيتم التحقيق في مزاعمه، مشيرًا إلى أنه يواجه اتهامات من بينها الخطف والتهديد بارتكاب العنف.
ونقلت الصحيفة الاعترافات الكاملة لـ”مصطفى”، حيث نهض من مقعهده بعد نحو 15 دقيقة من إقلاع الطائرة وتوجه إلى الجزء الخلفي من الطائرة حيث أظهر لأحد أفراد طاقم الطائرة الحزام، الذي كان يترديه، وهو مكون من مجموعة أسطوانات وعدة أسلاك؛ ليظهر بها أنها حزامًا ناسفًا.
ثم طلب من جميع الركاب تسليم جوازات سفرهم، ثم قدم مذكرة لأحد أفراد الطاقم؛ ليبلغ قائد الطائرة بأنه خاطف، ويطلب منه الهبوط بالطائرة إما في تركيا أو اليونان أو قبرص، ويفضل الأخيرة.
وهدد مصطفى، طاقم الطائرة بأنه إذا هبطت الطائرة في مصر فإنه سيفجر الطائرة بأكملها، وبعد هبوط الطائرة في مطار “لارنكا” القبرصي، الذي سمح للطائرة بالهبوط بعد أن زعم قائد الطائرة أن وقوده نفذ، وليس بأن الطائرة مختطفة وعلى هذا الأساس منح الإذن بالهبوط، وسلم مصطفى خطابًا في مظروف فيه اسم وتفاصيل امرأة قبرصية، وهي زوجته السابقة “مارينا” وفق وسائل الإعلام.
واحتوت الرسالة، وفق الصحيفة، كذلك على طلب منه بالإفراج عن 63 امرأة محتجزات في السجون المصرية، بسبب آرائهن السياسية.
وخلال عملية التفاوض معه، التي جرت من خلال فرقة شرطة خاصة مدربة على التفاوض، وبعد أن سمح بالإفراج عن بعض الركاب هدد الخاطف بالضغط على جهاز تحكم عن بعد كان يحمله وتفجير نفسه.
وقال أحد أفراد الشرطة، إن الشرطة اعتقدت أن لديه متفجرات في حزامه، وبدا أنه شخص سوي ومستقر وأنه سينفذ تهديده، وفي الساعة الثانية و45 دقيقة، وبعد الإفراج عن جميع الركاب خرج المتهم من الطائرة وحاول الهرب، لكن الشرطة اعتقلته.
وعند إلقاء القبض عليه اكتشفت الشرطة، أن الحزام الذي كان يرتديه لم يكن به متجرات، وتم إرساله إلى المختبرا.
ونوّهت الصحيفة بأن الخاطف كان على جسمه بعض الوشوم، وكان معه حقيبة أخرى كان بها عدد من الوثائق باللغة العربية، وزجاجة تحتوي على سائل أرسلت لفحصها.
وتتوقع الشرطة استقبال نحو 40 تقريرًا حول الحادث من ركاب الطائرة، وأقارب المتهم في قبرص ومصر، وغيرهم من الأشخاص الذين لهم علاقة بالحادث.
كما سيجرى تحقيق بالتعاون مع الإنتربول فيما سمعته المحكمة حول كيف كان المتهم قادر على حمل المواد التي كانت بحوزته إلى الطائرة.
وبررت الشرطة قرار حبسه احتياطيًا، خوفا من أن يؤثر كلامه على الأشخاص الذين تنوي المحكمة الاستماع إليهم، أو أن يختفي بعد مغادرة المحكمة.