آثارت صور نشرها النائب أحمد طنطاوى على صفحته الشخصية تساؤلات الكثيرين حول حقيقة إصابته بفيروس كورونا والنائب أوضح الحقيقية من خلال ما شنره على صفحته
قائلا
من حيث كنت أطل على الدنيا بنظرة أعمق وأصفى
ما بين الإقامة في العناية المركزة والانتقال لغرفة عادية بالمستشفى، وفي ظل الوحدة إلا من زيارات الأطباء والتمريض، والصمت إلا من صوت الأجهزة.. كانت فرصة قيمة للتفكر والتأمل والمناجاة.
أسئلة عديدة شغلتني خلال تلك الليالي كان أكثرها إلحاحًا: متى وكيف نداوي إنسانيتنا الجريحة بألا يحرم كل مريض من الحق الذي حصلت عليه أنا في العلاج، وبالأخص إذا كان هذا المريض فقيرًا أو مقيدة حريته؟ وذلك ضمن مراجعة شاملة -على أسس علمية وأخلاقية- لأولويات الدولة المصرية.. مراجعة كانت واجبة منذ وقت طويل، وصارت اليوم أوجب في ظل ما نواجهه من تحديات قديمة ومستجدة.
حاولت سابقًا وبقدر ما تسمح به ظروف العمل على مدار ١٢ يوم منذ بداية الألم أن ألتزم بالعلاج والراحة حتى لا أضطر لدخول المستشفى، لكن إرادة الله النافذة أوصلتني في النهاية لما طلبه مني الأطباء منذ البداية، وذلك بعدما زادت الآلام.
الحمد لله، ومن بعده الشكر لكل من ساعدني، أو سأل عني، والمعذرة من الأهل والأصدقاء فأنا لم أخبر أحدًا باسم المستشفى حتى لا أكلفه مشقة الزيارة مع بعد المسافة والصيام وساعات الحظر.
لا داعي لأن يقلق الأحباب بشأن صحتي وتكفيني دعواتكم المخلصة، وبإذن الله أعود في الغد لعملي المعتاد بقلين، والأحد سأكون بدسوق.. مع طلب السماح ممن قصرت معهم مرغمًا خلال أيام المرض.
اللهم وإن كنت قد أصبحت معافى في جسدي فإني أشكو إليك وجعًا في نفسي لا يعرف تشخيصه الأطباء ولا يملكون له دواء، وعلاجه فقط “الفرج” الذي طال انتظاره للأحب والأوفى والأنبل والأنقى والأرقى.. ومعهم كل مظلوم.
ما دفعني للنشر هو أن العديد ممن اتصلوا أو تركوا رسائل للاطمئنان ذهب تفكيرهم بحكم الأجواء التي نعيشها هذه الأيام إلى السؤال عن ما إذا كان مرضي سببه الإصابة بفيروس كورونا، وهو ما يعني أن عددًا أكبر سيكون عندهم نفس السؤال عندما يعرفون بخبر تعرضي لتلك الأزمة الصحية المفاجئة.
وقد لزم التأكيد بأن الإصابة بفيروس كورونا وإن كانت معدية للغير فإنها ليست مشينة لصاحبها، ولو أن التحاليل التي أجريتها يوم ٢٢-٤-٢٠٢٠ بمستشفى حميات العباسية، وأعدتها بعد ذلك مرة أخري بأحد المستشفيات الخاصة، كانت قد أظهرت تعرضي للعدوى لسارعت بإعلان ذلك فورًا حتى يتخذ من خالطوني خلال الـ ١٤ يوم السابقة الإجراءات الطبية اللازمة، وذلك لكثرة من أتعامل معهم كل يوم وعدم المقدرة على إبلاغهم جميعًا سوى بالإعلان عن ذلك.
وربما يهم أيضًا أن نتذكر معًا أن من بين ١٠٠ مليون مصري هناك عشرات الملايين مصابين بأمراض متنوعة، وربما يطلب منهم مئات الآلاف أو حتى الملايين يوميًا الحصول على مختلف الخدمات الطبية التي تقدمها الجهات الحكومية وغير الحكومية، وبالتأكيد فإن الآلاف يموتون يوميًا لأسباب لها علاقة بأمراض عديدة ليس من بينها فيروس كورونا الذي نشارك الرأي كل من يطلب الاهتمام الخاص بالتعامل معه باعتباره جائحة عالمية، لكننا نختلف مع من ينسون في غمرة ذلك أوجاع المتألمين بشتي الأمراض الأخرى والتي يودي بعضها في كل يوم بأضعاف من شاءت إرادة المولى القدير أن ينتهي أجلهم ويكون السبب هو مضاعفات الإصابة بفيروس كورونا.
اللهم اشفي كل مريض وعافي كل صحيح.
اللهم أنت لكل متألم مرضًا، فقرًا، أو ظلمًا.