أمل فرج
فى الوقت الذى غردت فيه قطر خارج السرب العربي الخليجى بعد كشف صفقاتها وعلاقاتها المشبوهة ضد جيرانها فى المنطقة وأتخذت دول الرباعى العربي (مصر -السعودية – الإمارات -البحرين) قرارا بمقاطعتها فى مايو من العام 2017، لجأت الدوحة للارتماء فى أحضان تركيا التى تشبهها فى توجهتها المعادية ووثقت بها علاقتها وصل إلى حد الزواج الكاثوليكى، لتتحول العلاقة بينهما بشكل مفاجىء وينقلب السحر على الساحر ليكشف تقرير تركي أعده كبير مستشاري حزب الشعب الجمهوري أردوغان توبراكز، أن قطر تستعد لسحب استثماراتها من تركيا رغم العلاقة الوثيقة بين البلدين.
بفعل ضغط أمريكى
أرجع النائب البرلمانى عن إسطنبول توبراكز هذه المستجدات المفاجئة، إلى المباحثات التى كانت قد أجريت بين أمير قطر تميم بن حمد للرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال زيارته الأخيرة ما يعنى أن أمريكا ضغطت على الدوحة لتنفيذ مطالبها فى ضوء التوترات الجارية بين واشنطن وأنقرة بسبب صفقة السلاح الروسي بحسب مراقبون.
صفعة من العيار الثقيل
وتقدر استثمارات قطر في تركيا بنحو 20 مليار دولار.. لذلك رأي الخبراء والمحللون أن الأقتصاد التركى سيتلقى صفعة من العيار الثقيل، وبحسب التقرير التركي، فإن المقاولين الأتراك، في المقابل، ينفذون مشاريع في قطر تبلغ قيمتها الإجمالية نحو 15 مليار دولار، ومن بين تلك المشاريع، بناء ملاعب ضخمة ومشروع المطار ومشاريع بنى تحتية استعدادا لكأس العالم عام 2022.
أنقرة تحتضر اقتصاديا
وفي حال اتخاذ هذه الخطوة، قال طارق برديسي خبير العلاقات الدولية، إن الاقتصاد التركى يعانى انهيار كبيرا بعد تراجع الليرة التركية وتردى الأوضاع الداخلية على وقع الفساد والفشل فى الإصلاح ما زاد من حدة الأزمة الاقتصادية في تركيا وهذه الخطوة ستدفع بإنهيارها اقتصاديا بشكل خطير.
وأوضح “برديسي”، فى تصريحات لـه، أن قرار قطر بسحب استثماراتها من تركيا بفعل الضغوط الأمريكية يعبر عن دور الدوحة الوظيفى فى المنطقة من أجل مصالح هذه الدول ، مشيراً إلى أن الدوحة استغلتها قوى دولية وعالمية فى تنفيذ مخططات معادية فى المنطقة مثل زعزعة الأمن والإستقرار ونشر الفوضى الخلاقة ولا تملك استراتيجية ونهج تسير عليها وفق رؤيتها بل تحركها دول .
رعاة الإرهاب
وأشار “خبير العلاقات الدولية”، إلى أن قطر تملك استثمارات ضخمة فى تركيا في القطاعات المالية والمصرفية والسياحة والإعلام وغيرها من قطاعات الاقتصاد التركية.
ولم يتوقف الدعم القطري لتركيا على الاقتصاد، بل تخطاها لما هو أبعد، حيث قدم أمير قطر للرئيس أردوغان طائرة فاخرة لكبار الشخصيات تبلغ قيمتها 500 مليون دولار.
ولم يقتصر الأمر على التعاون في توفير ملاذات آمنة لإرهابيي جماعة الإخوان المسلمين، ليتعداه إلى رعاية متكاملة للإرهاب والفكر المتطرف في منطقة الشرق الأوسط، عبر شراكة ينفضح أمرها يوما بعد يوم. إذ تمثلان الدولتان أكبر حاضنة كبرى للإرهاب والفكر المتطرف في الشرق الأوسط.