كتبت نازك شوقى
تلعب الرياضة دوراً هاماً في نفسية المرأة، وهي تحد من حالات التوتر والضيق والاضطرابات اليومية، ولا تقتصر أهمية الرياضة فقط في الحفاظ على قوام رشيق، ولكنها أيضاً تحسن مزاج المرأة، وإزالة التوتر والألم النفسي والجسماني.
للرياضة فوائد جمة للمرأة، فهي تساهم في الحد من الإصابة بأمراض عدة كالسكري، والسرطان، وأمراض القلب. أما من الناحية الجسدية، فإنها تساعد على حرق السعرات الحرارية، والحفاظ على اللياقة، والرياضة تجعل الحالة النفسية للمرأة أكثر استقراراً.
توجد العديد من أنواع الرياضة كالمصارعة، ورياضة رفع الأثقال وغيرهما، تعتبر غير مناسبة؛ لأنها تؤدي إلى خشونة المرأة في الشكل والطبع. وأما الرياضات الأخرى،المناسبة للمرأة منها: رياضة الأيروبيك (تمارين لحرق الدهون)، والمشي، والسباحة وكرة القدم وغيرها
كرة القدم النسائية في السودان
ما تزال كرة القدم النسائية في السودان في مرحلة الهواية إذ لم تبلغ مرحلة الاحترافية بعد، من تكوين دوري رسمي وأندية رسمية ومنتخبات قومية.
لكن رغم ذلك، يوجد اهتمام بكرة القدم النسائية في السودان منذ عقود، وباتت تثير اهتمام الكثير من النساء والفتيات، وحين يتم الحديث عن كرة القدم النسائية في السودان، فإنه لابد من ذكر فريق التحدي للسيدات، والذي ظل ناشطاً في العاصمة السودانية الخرطوم، بل شارك في بعض البطولات الدولية.
▪فريق التحدي
فريق التحدي” النسوي لكرة القدم، اسم على مسمى،
فهن سودانيات يمثلن شابات لديهن حلم بسيط، هو ممارسة كرة القدم دون قيود، وتأكيد أن المرأة في السودان قادرة على صنع المستحيل.
وتواجه الفتيات السودانيات اللواتي قررن ممارسة لعبتهن المفضلة صعوبات جمة في إثبات الذات وتحقيق حلم قد يبدو غريبا في مجتمع محافظ يرى هذا الأمر خروجا على التقاليد.
وساعد الفتيات على تكوين الفريق ضغط من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” على الاتحاد السوداني الذي اشترط مراعاة “القيم والتقاليد” وارتداء اللاعبات السراويل الطويلة والزي المحتشم.
ويضم لاعبات من جميع الولايات، وإنه قائم على الجهود الذاتية ومشاركات اللاعبات المالية لشراء الأدوات والملابس.
الفريق قائم على الجهود الذاتية ومشاركات اللاعبات المالية لشراء الأدوات والملابس
وكان الاتحاد السوداني لكرة القدم، قد سمح في يونيو 2014، لأول مرة للنساء بممارسة كرة القدم، رسمياً بعدما طالب الاتحاد الدولى لكرة القدم “فيفا” بذلك.
لكن الاتحاد السوداني اشترط ممارسة اللعبة بشروط وهى إرتداء الزى الشرعى وتأسس فريق التحدي النسائي لكرة القدم في العاصمة السودانية الخرطوم سنة 2001
وشارك فريق التحدي الذي تقوده اللاعبة سارة أدوارد في بطولة بجمهورية ألمانيا عام 2010 م
• تأسيس الفريق
ويتخذ الفريق من الحديقة الدولية بالخرطوم مقراً لتدريباته منذ العام 2010 ويتم جمع اشتراكات شهرية من اللاعبات، لشراء مستلزمات اللعبة من الأعلام والكرات وقمصان الفريق.
ويوجد إلى الآن فريقان نسائيان سجلا لدى الاتحاد السوداني لكرة القدم، هما فريقا المدفعجية والأمل.
▪فريق نادى الهلال النسائى لكرة القدم
انتشرت صور لفتيات يمارسن كرة القدم ويلعبن لنادي الهلال السوداني.
يعود تاريخها للعام 1954, وأكدوا أن هذا أول فريق لكرة القدم النسائية في أفريقيا والوطن العربي.
فقد أجزم الكثيرون علي صحة الصورة وذكروا أن شعار الهلال في ذلك الوقت كانت تدافع عنه الحسناوات, لأن نادي الهلال يعتبر رائد كرة القدم النسائية في السودان وأفريقيا والوطن العربي.
▪أول مدربة للرجال
الشغف المتزايد من النساء والفتيات لكرة القدم، قاد السيدة سلمى الماجدي، لاحتراف تدريب كرة القدم ونيل رخص الاتحاد السوداني لكرة القدم والاتحاد الأفريقي لكرة القدم كاف.
بعدها استطاعت الماجدي، تدريب عدة فرق كرة قدم للرجال في السودان كأول امرأة تفعل ذلك في افريقيا والعالم العربي.
▪حكم نسائى
برز مؤخرا في ملاعب الكرة السودانية وجود عنصر نسائي بقصد التحكيم بعد أن استطاعت فتيات إدارة مباريات كرة قدم بنجاح في الموسميين الماضيين، فيما ينشط اتحاد الخرطوم المحلي لكرة القدم لاستقطاب الفتيات من خلال دورات تدريبية مكثفة لتأهيلهن لإدارة مباريات كرة القدم مستقبلا.
وتعتبر نسرين مهدي من جيل الحكام الجدد التي تحمل العديد من الطموحات الرياضية إلى جانب عملها كمساعد تدريس في إحدى الجامعات السودانية ، تشجيعها لفريق الهلال قادها إلى صافرة التحكيم ، إنها بدأت كمساعد حكم رابع (مراقب) يقوم بأعباء إجراء التبديلات في المباراة
▪اسباب بطء انتشار كرة القدم النسائية
التعقيدات الدينية وراء بطء انتشار كرة القدم النسائية
كرة القدم النسائية تمارس بشكل أفضل في الولايات خاصةً الجنوبية،
«العاصمة» بتعقيداتها «الدينية» ليست المكان المناسب لانطلاق كرة القدم النسائية
الظروف الاجتماعية والدينية تحول دون ذلك،
منح اتحاد الكرة مبلغ 250 ألف دولار يمنح للدول التي تهتم بكرة القدم النسائية من قِبل الاتحاد الدولي
وهذا مبلغ كافٍ لنشر اللعبة وتأسيسها تأسيساً جيداً.
ازدياد ملحوظ في انتساب البنات لكرة القدم
الملاعب والمعدات الرياضية أهم المعوقات
المصاعب التي تَعتَرضْ كرة القدم للبنات تتركز في الملاعب، حيث يعاني الأولاد في مجالات الناشئين ولذلك طبيعي أن تكون الملاعب بالنسبة للنساء أو للبنات مشكلة مزدوجة،
فالملاعب المكشوفة هي مشكلة كثير من البنات وهناك لاعبات مميزات لهن مستقبل فضّلن الابتعاد عن المشاركة وأداء التدريبات في ملاعب مكشوفة أو مع الرجال والاولاد وهذه النقطة تُؤثِّر في فقد السودان لكوادر موهوبة
وهذه الناحية إذا لم تُعَالجهَا الدولة واتحاد الكرة سيعاني منها السودان كثيراً في اكتشاف المواهب وإيجاد لاعبات سابقات للوقوف بجانب البراعم والناشئين،
معدات كرة القدم باهظة التكاليف لذلك نجد بعض البنات يمارسن اللعبة بأدوات بالية وهذا عائق أساسي.
الحركة نحو ترسيخ فرق كرة القدم النسائية يسير ببطء إلاّ أنّ الجهات المسؤولة وهي الاتحاد العام على قناعة بهذه الفكرة..
الخرطوم غير صالحة للعب كرة البنات والحل في الولايات الجنوبية
المشكلة الحقيقية التي تواجه البنات هي حداثة التجربة في ظل الظروف المُعقّدة والتراجع الذي تشهده كرة القدم الرجالية هذه انعكست سلباً على استمرارية التجربة،
عدم وجود قيادات من عنصر النساء في ظل توجُّه المنظمات النسائية المنتمية للحكومة فهي كثيرة الحديث والرفض لمشاركة بنات السودان في المحافل الخارجية إلاّ وفق شروط محدّدة.
هناك تهميش ممنهج وتمييز يمارس ضد النساء في الرياضة حيث يتم منعها من التدريب وتفضيل الرجال عليها
المضايقات للنساء في تلك الفترة حيث تم الزام الفتيات بارتداء الطرحة والاكمام الطويلة والاسكيرت فوق البنطلون ، (الحكم يوقف الكرة اذا سقطت الطرحة من على رأس اللاعبة).
▪موقف الحكومة اتجاة كرة القدم النسائية
الحكومة حاربت الرياضة النسوية بشدة ، لكن فريق التحدي صارع لانتزاع حقه بشكل جيد ،
قضية كرة القدم النسائية وجدت في وقت سابق بالبرلمان حيزا من النقاش مابين مؤيد للفكرة بإشتراطات تتمثل في إرتداء اللاعبات لما يسمونه بالزي الشرعي ، ومجموعة اخرى ترفض الفكرة تماما بإعتبارها دخيلة على المجتمع المحافظ وضد الشرع ، وفتوى تحرم تكوين فرق نسائية لكرة القدم تلعب خارج السودان في أفريقيا ،آسيا وأوروبا ووصف ذلك بأنه مفسد للأخلاق وبعيد عن تقاليد المجتمع السوداني، وجاءت تلك الفتوي عقب مطالبة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) من السودان بتكوين فريق نسوي لكرة القدم للمشاركة في المنافسات العالمية والإقليمية.
▪مطالب النساء
تطالب النساء السودانيات بتضمين حق ممارسة اللعبة في الدستور
مطالب باقامة ملاعب كرة القدم للفتيات
مساندة رجالية للرياضة النسوية
ورغم الصعوبات التي واجهت خروج السودانيات للملاعب الرياضية، فإنهن نجحن في تكوين بعض الفرق النسائية في كرة السلة واليد والكرة الطائرة والتنس والسباحة، إضافة إلى كرة القدم.