كتبت:مرثا عزيز
في وقت يمر فيه تنظيم داعش الإرهابي بحالة انهيار واضحة، نتيجة ضربات الجيش السوري المتتالية، والتعاون الدولي للقضاء على التنظيم المتطرف، يحاول بعض أعضائه الانفكاك عنه، خاصة الأجانب الذين ذهبوا إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم داعش المتشدد، حيث أبدى الكثير من الشباب والفتيات الرغبة في العودة إلى بلادهم، فيما طالبت عائلاتهم بـ «العفو والصفح» عن أبنائهم.
وتتوسل هدى مثنى البالغة من العمر 24 عامًا، للمسئولين في الولايات المتحدة من أجل الحصول على فرصة ثانية، والسماح لها بالعودة إلى ديارها ولعائلتها فى ولاية ألاباما الأمريكية، لاسيما مع اقتراب القوات المدعومة من أمريكا من القضاء على تنظيم داعش الإرهابي في سوريا.
وهدى مثنى شابة أمريكية، تصدرت قائمة الأعلى تداولًا على موقع التدوينات تويتر، بعد مقابلة لها مع صحيفة الجارديان البريطانية أكدت فيها نضمها على ما فعلته بالانضمام للتنظيم الإرهابي قائلة:«أدركت أننى ارتكبت خطأ كبيرا، وأعرف أننى أفسدت مستقبلي ومستقبل أبنى وأنا نادمة بشدة، فسنواتي الأربع الأخيرة مع الجماعة الإرهابية كانت تجربة مؤلمة، كنا نموت من الجوع لدرجة جعلتنا نأكل العشب».
ووجهت الشابة الأمريكية رسالة للمسئولين الأمريكيين عبر الصحيفة وهى أم لطفل لا يتخطى عمره عامين: «أود أن أقول لهم أن يسامحونني لكونى جهلة للغاية، فأنا كنت صغيرة جدا، كنت فى التاسعة عشرة من عمرى عندما قررت المغادرة».
وتعتقد الشابة أن بلادها ستعطيها فرصة ثانية من أجل العودة لعائلتها، قائلة: «لن أعود إلى الشرق الأوسط مرة أخرى، ويمكن لأمريكا أن تأخذ جواز سفرى ولن أمانع»، مشيرة إلى أنها لم تكن على اتصال بأحد من وزارة الخارجية.
وكانت هدى قد تصدرت عناوين الأخبار الأمريكية عام 2015، بعد أن تركت عائلتها فى برمنجهام بولاية ألاباما، للانضمام إلى المجموعة الإرهابية داعش.
وهربت هدى مؤخرًا من تنظيم داعش من بلدة سوسة، ووقعت فى أيدى القوات الكردية، وهى حاليا محتجزة فى مخيم للاجئين فى شمال شرق سوريا، وتعد هدى واحدة من 1500 امرأة وطفل أجانب يعيشون فى مخيم للاجئين يديره الأكراد فى شمال سوريا.
وأثناء وجودها مع تنظيم داعش تزوجت هدى 3 مرات، الأولى من داعشى استرالى الجنسية وقتل فى إحدى معارك التنظيم، لتقوم بعدها بكتابة تغريدة عبر حسابها على «توتير»، تحرض فيها على سفك الدماء الأمريكية، فيما تزوجت ثانية عقب مقتل زوجها الأول، من مقاتل تونسى، وأنجبت منه ولدها آدم، الذى يبلغ من العمر الآن 18 شهرا، وتعرض زوجها الثانى للقتل هو الآخر فى الموصل، وبعد ذلك تزوجت ولفترة قصيرة من مقاتل سورى العام الماضى، وأصبحت أرملة للمرة الثالثة، وهربت بعدها من التنظيم.
وزعمت هدى، فى حوارها مع الصحيفة، أن والديها كانوا صارمين للغاية فى تربيتها، ووضعوا قيودا على تحركاتها وهو ما ساهم فى قرارها بالانحراف إلى داعش، وقالت إنها تعلمت من تلقاء نفسها، وكانت تعتقد أن كل ما تقرأه فهو صحيح، ولم تكن تعرف أين الحقيقة.