د.إيهـاب أبورحمه
يتخيل الكثير من أبناء مصرنا الغاليه و الساكنين بها أن حياة من هم خارج بلادهم في نعيم و بلا مشاكلٍ تذكر .
قد تكون حياتهم أفضل نسبياً من الناحيه الماديه من قرانائهم في مصر و لكن لابد أن تعلم عزيزي القارئ أنه حتي الحياه في إغتراب لها ثمن يدفعه المهاجر كل يوم بل كل ساعه .
▪️ثمن يدفعه من حياته الإجتماعيه و حياته الثقافيه و جانب نفسي لا يمكن أن نغفل عنه . فهذا المهاجر فقد الإحساس بالزمن و فقد الشعور بالإجتماعيات فهذا مات والده ولم يستطع إلقاء نظره أخيره عليه أو حتي يتلقي العزاء فيه و هذه توفيت والدتها و التي كانت السند لها دون لحظة وداع ، و هذا فقد العلاقات الإجتماعيه عائليهً كانت أو وديه .
▪️حتي أصبح الأبناء يعانون من مشاكل نفسيه و بعد اجتماعي عن أبناء جيلهم وناهيك عن اختلاف الثقافه عن أبناء بلدهم الأم . فليس الجانب المادي هو كل شئ و لكن هناك جوانب أخري يغفلها من ينظر إلي هؤلاء نظره حسد أو غيره فيكفي شعورك و أنك مجرد إسم مكتوب بقلم رصاص قابل للمسح أو الإزاله في أي لحظه في مسيرتك الخارجيه .
وهنا سنتحدث عن مشكلة التعليم ، حيث يعاني أفراد الجاليات المصريه من إختلاف المناهج المصريه عن غيرها في الدول المضيفه و كذلك من ارتفاع كلفة التعليم في مدارس أجنبيه بصوره مبالغ فيها كما يعانون من معادلة شهادات الأبناء عند عودتهم للبلد الأم الحبيبه مصر .فأمامهم بعض الطرق دون غيرها إما التعليم في مدارس أجنبيه و عليه فهم لابد لهم من الإستمرار في هذا المسار و بالتالي تكلفه مضاعفه ،و إما اللجوء إلي مدارس الدوله المضيفه بما فيها من إختلاف في عادات و ثقافات الطلاب إختلافاً كبيراً عن عادات مصرنا و ما يترتب عليه من معادلة شهاداتهم و وضعهم تحت ضغط قبول أعداد بعينها محدوده ، و إما تشتت الأسر و عودة الأبناء مع بقاء الأب وحيداً غريباً أو أن يكون لهم مسار أخير يماثل نظام التعليم في مصر.
▪️و لعل هذا المسار والذي فكر فيه بعض من أفراد هذه الجاليات لما فيه من رحمة لهم من غلاء الأسعار و تكلفة التعليم الباهظه في بلاد الغربه فليس كل المغتربين يتقاضون رواتب عاليه بل أغلبهم يتقاضون رواتب ضعيفه يصرفون أكثرها علي الحياه الصعبه في بلدان غربتهم خصوصاً بعد فرض الكثير من الدول ضرائب و رسوم علي الأجانب فيها ، فكان التفكير في عمل نظام تعليمي مماثل لنظام التعليم داخل مصرنا و يكون بأسعار مقبوله نسبياً متجنبين معادلة درجاتهم و شهاداتهم بعد ذلك.
🔻في حقيقة الأمر وصلتني شكاوي من بعض أولياء الأمور ممن أعرفهم شخصياً بخصوص هذا الموضوع في إحدي الدول العربيه ، حيث تم الإتفاق علي دفع المصروفات الخاصه بهذه المدارس بحيث أن هناك شقين تعليم عربي و أخر لغات حتي وصل عدد الطلاب الراغبين في الإلتحاق بهذا النظام إلي أكثر من ٤٠٠ طالب و طالبه بمختلف السنوات الدراسيه.
▪️تم الإتفاق بين منظمي هذا المسار بعد بحثٍ مطول و وقع الإختيار علي مدرسه بعينها بعد رفض عدة مدارس استقبال طلابنا في مباني مدارسهم لأسباب مختلفه ولكن مع قبول احدي المدارس كانت البدايه لميلاد هذا المسار ، و ما أن تفاءل أولياء الأمور خيراً حتي ظهرت المشاكل مجدداً تلوح علي الأفق و كانت متمثله في عدم وجود موافقه من الملحق الثقافي للسفاره المصريه حتي يتم اعتماد مناهج موحده مماثله لمناهج مصر و ارسال كتب دراسيه للطلاب ، و لكن استطاع بعض فاعلي الخير الحصول علي موافقة الملحق الثقافي كما ادعي من اشتكي لنا و دون الذهاب للإطمئنان علي حالة المبني أو سير العمليه التعليميه في المبني من باب البحث عن راحة أبناء مصر خارجها .
▪️و بعد أن تمت الموافقه المكتوبه و دون وجود لجان معده لبحث المباني ، جاء دور الجانب الأخر و هي وزارة تعليم الدوله المضيفه و التي بالفعل أرسلت لجنه تقصي ليأتي الرد الصادم لأولياء الأمور ألا و هو أن المبني قديم ولا يمكن أن يتسع لمثل هذا العدد الضخم (أكثر من ٤٠٠ طالب وطالبه) و عليه وجب تخفيض العدد إلي ١٠٠ طالب و طالبه علي الأكثر مع عدم وجود إمكانية تعليم بقسم اللغات !!.
▪️حقاً كانت صدمه لجميع أولياء الأمور خصوصاً من دفع رسوم الدراسه ، فماذا هم فاعلون و قد بدأت الدراسه فعلياً في هذه الدوله ؟ و في حالة استمرار المسار علي أي أساس سيتم إختيار الطلاب المائه؟ وما مصير هؤلاء الطلاب الغير مقبولين في المدرسه و كيف لهم الإنضمام إلي مدارس البلد المضيفه حكوميةً كانت أو خاصه ؟ فالحكوميه أغلقت بابها علي طلابها و الخاصه أسعارها غير مقبوله لأغلب أولياء الأمور .
🔻ولكني في حقيقة الأمر أكثر ما جذب انتباهي هو حرص وزارة تعليم الدوله المضيفه علي صحة و أمن وأمان طلاب جاليتنا المصريه في نفس الوقت الذي لم تعي فيها ملحقتنا الثقافيه أي اهتمام بأبناء وطنها .
▪️فكيف لها الموافقه دون ضمان ولا دون اعتبار لأمن و أمان أبناء وطنها ،أهكذا تدار الأمور أليس من المفترض أن نبحث أمان طلابنا و نهتم بهم أكثر من الدول المضيفه لجالياتنا في شتي بقاع الأرض؟ أليس من المفترض من يبحث عن راحتهم هي سفارة بلدهم الأم ؟أليس من المفترض أن من يبحث عن مثل هذا المسار هي السفاره نفسها بدلاً من الإجتهادات الشخصيه الفرديه؟.
🔻في نهاية الحديث ، أدعو وزير التعليم المصري أن يبحث مشكلات أبناء وطنه المتعلقه بالتعليم في مصر و خارجها فطالما قبل المنصب فلابد له أن يتحمل عبء حل المشكلات التعليميه لأبناء مصر جميعاً ولابد للملحق الثقافي أو السفاره أن يحلوا هذه المشكله فوظيفتهم العمل لإراحة أبناء وطنهم والإهتمام بشئونهم لا مجرد مكتب لتخليص و ختم الأوراق.
#حفظ الله مصر والمصريين.