محمد السيد طبق
ينسب هذا الكلام الي المؤرخ الاسكتلندي، والتر باور وذلك خلال القرن الـ15 في مخطوطات تسمى ” Scotichronico”، التي تعد السرد التاريخي الأكثر أهمية لتاريخ اسكتلندا القديم
ومن أكثر المواضيع دهشة تلك الاطروحة التي أوردها باور في مخطوطاته وهي أن الشعب الاسكتلندي ينحدر من نسل المصريين القدماء، حيث أرجع أصولهم إلى ابنة ملك مصري تدعى سكوتا
ظهرت فيما بعد أدلة أثرية تدعم تلك الروؤية عام 1955 حين اكتشف عالم الآثار شون ريوردان، الدكتور بجامعة دبلن الأيرلندية، بقايا هيكل عظمي ينتمي للعصر البرونزي يُرجح أن يكون لأميرة شابة تدعى “سكوتا”، وذلك خلال التنقيب في منطقة تل الرهائن بوادي تارا، موقع الملكية القديمة لأيرلندا
وكانت تلك الأميرة ترتدى قلادة نادرة من الخزف المصري القديم وفي عام 1956، أكد الباحثان جي ستون ولي توماس أن خزف القلادة بالفعل مصريا
وأن الملك الشهير، توت عنخ آمون كان يرتدي قلادة خزفية من اللونين الأخضر والأزرق مشابهة لقلادة الهيكل العظمي المكتشف في وادي تارا.
أثناء البحث في أصول شعب اسكتلندا في مخطوطات المؤرخ الاسكتلندي، والتر باور، نكتشف قصة الأميرة سكوتا، وهي أميرة مصرية وابنة الملك التي فرت من مصر مع زوجها الملك اليوناني، جايثلوس.
ووفقا لمخطوطات باور، والد سكوتا اسمه اشينكرس النسخة اليونانية لاسم فرعوني.
وفي وثائق تعود للقرن الثالث قبل الميلاد للكاهن والمؤرخ المصري، مانيتون، اكتشفت الباحثة، لورين إيفانز، ترجمة للاسم تفيد بأن الفرعون اشينكرس هو نفسه أخناتون.
كما ذكر هذا المصدر المصري القديم أن الأميرة سكوتا هي نفسها الملكة عنخ إسن أمون، الابنة الكبرى لأخناتون ونفرتيتي وأرملة توت عنخ آمون
لكن الحقيقة إن وثائق المؤرخ المصري العظيم مانيتون تؤكد أن زوج الاميرة سكوتا، جايثلوس، لم يكن ملكا يونانيا، بل كان وزيرا مصريا يدعى “آى”،وهو الحكيم والكاهن أي والذي تولي حكم مصر في اواخر فترة حكم الاسرة ال18 وبالتحديد بعد وفاة الملك سمنخ كارع خليفة الملك توت عنخ آمون
وبسبب صراع ديني مثير للجدل للإله آتون في مواجهة كهنوت الإله آمون، انتهى عهد “آي” سريعا. وكان هذا الصراع حافزا كافيا لابنة الفرعون الكبرى لقبول الزواج من جايثلوس ” آي” والفرار معا من البلاد المتصارعة.
خرجت الأميرة سكوتا مع زوجها وعدد كبير من الناس ووصلوا في أسطول من السفن واستقروا في اسكتلندا لفترة حتى تم إجبارهم على الرحيل والذهاب إلى أيرلندا، حيث شكلوا الجالية “الاسكوتية”.
في القرون اللاحقة، عاد أحفاد الأميرة سكوتا الذين كانوا من كبار ملوك أيرلندا إلى اسكتلندا، وهزموا شعب “البيكتس” وأعطوا اسكتلندا اسمها.
هذه الرواية للنسب الاسكتلندي يمكن العثورعليها أيضا في إعلان أربروث، وثيقة إعلان استقلال اسكتلندا مكتوبة عام 1320 من قبل بارونات ونبلاء اسكتلنديين يطلبون تدخل البابا نيابة عنهم خلال حروب الاستقلال.
Declaration-of-Arbroath
وفقا لمخطوطات باور، قُتلت الأميرة سكوتا في أحد المعارك الحربية من أجل أيرلندا والكثير من تفاصيل ماضيها لا تزال لغزا .
الوسوممحمد السيد طبق
شاهد أيضاً
تفاصيل الحكم النهائي الصادر في حق القاضي قاتل زوجته “المذيعة شيماء جمال”
أمل فرج أصدرت محكمة النقض المصرية، الاثنين، حكمها النهائي بإعدام المتهمين أيمن عبد الفتاح، و …